إلا أنه في أعقاب الحرب على قطاع غزة، وتدهور العلاقات بين الدولتين، أعلنت الحكومة التركية، خلال السنة الماضية، إلغاء مشاركة إسرائيل في هذه المناورة، وقررت الولايات المتحدة هذه السنة، رداً على استبعاد إسرائيل، عدم المشاركة في المناورة. وحذا حذوها عدد من دول أعضاء حلف شمالي الأطلسي أيضاً.
لكن في الأسبوع الماضي فاجأت تركيا واشنطن وتل أبيب بإشراك سلاح الجو الصيني في المناورات، إذ أرسلت بكين مقاتلة من طراز «سوخوي 27» للتدرب إلى جانب طائرات الـ«ف ـــــ 16» التركية. وما أثار قلق إسرائيل هو أن هذه التدريبات كانت تجري علناً، نسبياً، إلا أنها جرت، في الأسبوع الماضي، سراً، وأعلنت في الصحف التركية بعد انتهائها.
ولفتت «هآرتس» إلى أن مصدر القلق الآخر لإسرائيل، بخصوص هذه التدريبات، يرتبط بالمسار الذي سلكته الطائرات الصينية وصولاً إلى تركيا، إذ تبين أنه كان عبر أجواء باكستان وإيران.
وبالاستناد إلى التقارير الإعلامية التركية، أشارت «هآرتس» إلى أن الإدارة الأميركية وجّهت رسالة احتجاج إلى أنقرة لتعاونها العسكري مع إيران، رغم كونها دولة في حلف شمالي الأطلسي. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن من ضمن ما يترجم به المحور الذي يتطور بين إيران وتركيا والصين، هو عبر صفقات الأسلحة، ومن كون طهران تشتري من الصين الخبرة في مجال الصواريخ.
ولفتت «هآرتس»، في هذا السياق، إلى أن صاروخ «سي ـــــ 802»، الذي أطلقه حزب الله على البارجة الإسرائيلية «حانيت» خلال حرب لبنان الثانية، كان صاروخاً إيرانياً طُوّر بالاعتماد على خبرات صينية. كذلك أشارت إلى أن تركيا طوَّرت بمساعدة صينية منظومة إطلاق قذائف صاروخية.
وتطرقت الصحيفة إلى أن تركيا والصين مشاركتان في مشروع مدّ أنابيب نفط من إيران، وأن توثيق العلاقات بين الدول الثلاث نابع أيضاً من أن الصين هي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وتقف على رأس المعارضين لفرض عقوبات شديدة على إيران على خلفية برنامجها النووي.
في المقابل، تجري إسرائيل مناورات جوية مع اليونان مقابل جزيرة «كريت»، من ضمن تدريبات عسكرية مشتركة تحمل اسم «مينواس 2010»، كما أعلنت وزارة الدفاع اليونانية. ويفترض أن تشارك في هذه المناورة، التي تستمر من 11 إلى 14 تشرين الأول، ثماني مروحيات قتالية، بينها ثلاث من نوع «بلاكهوك يو ـــــ اتش 60» وثلاث من نوع أباتشي.
وكانت أثينا قد أوقفت هذه المناورة بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول قافلة الحرية إلى غزة، في 31 أيار الماضي، إلا أن العلاقات عادت وتحسّنت بعد زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى اليونان في شهر آب الماضي.
