أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«لؤلؤة الصحراء»

الجمعة 22 أيار , 2015 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,898 زائر

«لؤلؤة الصحراء»

وتعد المواقع الأثرية في تدمر، المعروفة باسم «لؤلؤة الصحراء»، واحدة من ستة مواقع سورية أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) على لائحة التراث العالمي للإنسانية.

وتتوسط آثار تدمر، التي تبعد مسافة 210 كيلومترات شمال شرق دمشق، بادية الشام. وقد ظهر اسمها للمرة الأولى على مخطوطة يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، عندما كانت نقطة عبور للقوافل بين الخليج والبحر المتوسط وإحدى محطات طريق الحرير.

لكن تدمر عرفت أوج ازدهارها إبان الغزو الروماني، بدءاً من القرن الأول قبل الميلاد وخلال أربعة قرون متلاحقة. وباتت تعرف في اللغات الإغريقية واللاتينية باسم «بالميرا» المشتق من معنى النخيل باللغات الأجنبية.

وقد ذاع صيت تدمر بوصفها واحة خصبة وفاخرة وسط الصحراء، بفضل ازدهار تجارة التوابل والعطورات والحرير والعاج من الشرق، والتماثيل والزجاجيات من فينيقيا.

وفي العام 129، منح الإمبراطور الروماني أدريان تدمر وضع «المدينة الحرة»، وعرفت آنذاك باسمه «أدريانا بالميرا». وفي هذه المرحلة بالتحديد، تم بناء ابرز معابد تدمر كمعبد بعل وساحة اغورا.

وكان سكان المدينة قبل وصول المسيحية في القرن الثاني بعد الميلاد، يعبدون الثالوث المؤلف من الإله بعل ويرحبول (الشمس) وعجلبول (القمر).

واستغلت تدمر الصعوبات التي واجهتها الإمبراطورية الرومانية في القرن الثالث لإعلان قيام مملكة تمكنت من هزم الفرس وباتت زنوبيا ملكتها. واحتلت زنوبيا في العام 270 بلاد الشام كلها وجزءا من مصر ووصلت إلى آسيا الصغرى، لكن الإمبراطور الروماني أورليان تمكن من استعادة السيطرة على تدمر، واقتيدت الملكة زنوبيا إلى روما فيما انحسر نفوذ المدينة.

وقبل اندلاع النزاع السوري، منتصف آذار العام 2011، شكلت تدمر وجهة سياحية بارزة، إذ كان يقصدها أكثر من 150 ألف سائح سنوياً لمشاهدة آثارها التي تضم أكثر من ألف عمود وتماثيل ومعابد ومقابر برجية مزخرفة، بالإضافة إلى قوس نصر وحمامات ومسرح وساحة كبرى.

وأدت الاشتباكات بين القوات السورية والمسلحين في الفترة الممتدة بين شباط وأيلول العام 2013 في تدمر إلى انهيار بعض الأعمدة ذات التيجان الكورنثية.

وكان عدد سكان تدمر قبل سقوطها، وفق محافظ حمص طلال البرازي، أكثر من 35 ألف نسمة، بينهم نحو تسعة آلاف نزحوا إليها منذ بدء النزاع. لكن العدد يرتفع إلى 70 الفاً مع الضواحي.

وأثار سقوط تدمر قلقاً في العالم على المدينة التي يعود تاريخها إلى ألفي عام، لا سيما أن للتنظيم سوابق في تدمير وجرف الآثار في مواقع أخرى سيطر عليها، لا سيما في العراق.

(ا ف ب)

السفير بتاريخ 2015-05-22 على الصفحة رقم 14 – عربي ودولي


Script executed in 0.19328904151917