أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ماذا لو توقّف الجيل المؤسس عن التمثيل؟

الأربعاء 24 حزيران , 2015 10:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,350 زائر

ماذا لو توقّف الجيل المؤسس عن التمثيل؟

لكنّهم يغيبون الآن بشكل تدريجي عن المشهد التلفزيوني، أمام بحث المنتجين عن أسماء تضمن لهم الربح. أسئلة كثيرة ترسم حول هذا الخفوت الملحوظ لحضور الممثلين الكبار في الدراما السوريّة لهذا الموسم. فهل يغيب بعضهم بسبب الملل أم بسبب التعب أم بسبب رفضهم الرضوخ لشروط شركات الإنتاج، أم أن الموضوع يتعلق بعدم قبولهم بأعمال لا يجدون أنفسهم فيها، هم الذين راكموا من العمر والخبرة وحب المهنة والعمل الحقيقي والصادق الكثير، وشهدوا ولادة التلفزيون والإذاعة وصنعوا وهجهما؟ تاريخ بكامله قد يغيب عن الشاشة، إذا ما توقف جميع هؤلاء الممثلين عن العمل. في هذا الهمّ، بجانب هموم أخرى، يصحّ القول إنَّ الدراما السورية «مُصابة».

التحوّل الملحوظ باتجاه الإبهار البصري والديكور الفخم، تبعه عن قصد أو غير قصد، ظهور لفئات من الممثلات والممثلين الشباب ممن صاروا يؤدون بطولات ويستهلكون الشاشة على حساب ظهور جدّي للجيل الدرامي المؤسس. الأمر أكبر من أن يكون مجرّد صراع على الذوق بين أجيال مختلفة، بل هو اتجاه نحو تغيير في التركيب الاجتماعي للنصّ الدرامي السوري. ذلك ما يكشف عن آليات إخراجيَّة متّبعة بالتفاهم مع بعض شركات الإنتاج، لاستدراج النص المفتوح المهيأ للتعديل، ما يسهّل حذف مشاهد وإضافة أخرى، إلى جانب تغيير أدوار وشخصيّات في الشكل وفي البعد العمري أيضاً، ليصبح «المحبوب» على الشاشة مرغوباً. وبذلك نصير أمام بعد دراما تخضع لاعتبارات إنتاجيّة، غريبة عن محتوى العمل نفسه، وتركيبة الشخصيّات الضروريّة فيه.

فتحت سنوات الأزمة الخمس المجال لشخصيّات جديدة كي تطلّ على الشاشة، وذلك أمر جيّد بمعنى ما، إذ إنّه يضفي تنوّعهاً على الحبكات الدراميّة، تتوافق مع التحوّلات الاجتماعيّة. لكن المشكلة بأنّ ذلك التنوّع يأتي من دون أن يكون هناك اتّساق مدروس بين حضور نجوم الجيل الأول ومن تلاهم، وحضور الفئات العمرية الشابة. فعندما انتقل مخرجون سوريون إلى مساحة جديدة من الصورة البصرية المبهرة لم يكن الأمر على حساب محتوى النص. أما اليوم تنشغل كاميرات عدة بما لا ينشغل به النص، وينشغل ممثلون بما لا تنشغل به لا الكاميرا ولا النص. كأنّ هناك رغبة بإيجاد بدائل عن أدوار كتبت للفئات الأكبر سناً. وقد انشغلت أعمال عدة بتكبير أعمار ممثلات من خلال المكياج والأزياء إلى درجة فاضحة، ما أفقد تلك الأعمال هويتها العمرية التي تؤمّن لها مصداقيتها. مثلاً يقتصر حضور نجمات من الجيل الدرامي الأول، على منى واصف في «بنت الشهبندر» لسيف الدين السبيعي وكتابة هوزان عكو، حيث تؤدي شخصية أم راغب التي تفقد أحد أبنائها وتحاول أن تبقى متماسكة من أجل ابنها الثاني. تحضر أيضاً الممثلة ثناء دبسي في «نادي الشرق» لحاتم علي ورافي وهبي، وأنطوانيت نجيب في «حارة المشرقة» لناجي طعمي وأيمن الدقر، وفي بعض لوحات «بقعة ضوء 11». وحتى نجوم الصف الأول من الرجال قلّ حضورهم، إذ يشارك رفيق السبيعي في عملين هما: «حرائر» لباسل الخطيب وعنود الخالد و «بنت الشهبندر». بينما يغيب دريد لحام هذا الموسم لعدم وجود «نصّ مقنع»، كما جاء في تصريحات سابقة له.

روز سليمان 

السفير بتاريخ 2015-06-24 على الصفحة رقم 13 – صوت وصورة

Script executed in 0.21175098419189