أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

التكفير والشيطنة!

الخميس 10 أيلول , 2015 10:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,811 زائر

التكفير والشيطنة!

ومن هنا تبدأ علاقة الإيمان بالعقل، هذه العلاقة التي أرادها البعض أن تكون على طرفي نقيض، لنكون أمام عقل بلا إيمان أو إيمان بلا عقل، فلا خير في إيمان لا عقل فيه، ولا خير في عقل لا إيمان فيه، أنّ الله عندما يسكن عقلك فهذا يعني أنّه سيحميك من الزيغ والكبرياء ويهذّب هذا العقل من نزعات الشر ويعطيك أمناً وسلاماً داخلياً، إنّ العقول التي لا يسكنها الله هي عقول لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية.وتلك مشكلة التكفير والتكفيريين، وكم حذّر الإمام علي (ع) من المتنسكين الذين لا عقل لهم "ما قصم ظهري إلاّ اثنان: عالم متهتك وجاهل متنسك" 

ولهذا فإنّ الإنسان يساوي العقل وبدون العقل فإنّه يفقد جوهر إنسانيته، قال تعالى: {إنّ شر الدواب عند الله البكم الذين لا يعقلون}، فإذا صلح العقل صلحت الإنسانية، وإذا فسد فسدت الإنسانية، ومن هنا كان العقل هو البداية وهو النهاية وعليه الثواب وعليه العقاب، "أول ما خلق الله العقل فقال له: أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منك بك آخذ وبك أعطي وبك أثيب وبك أعاقب. 

إن الجامع العلني والسري بين كل التكوينات التكفيرية هو «شيطنة» كل من يعاديها واستغلال المجتمعات البسيطة. وهذا ما اتضح خلال المراحل الثلاث, مرحلة بن لادن ومرحلة الزرقاوي والمرحلة الداعشية. وانطلاقًا من هذا الفكر المنغلق على نفسه، مارست هذه التنظيمات أبشع الجرائم الإرهابية، وبات الإرهاب أبرز التحديات التي يواجهها العالم المعاصر.

هذا فكر الخوارج. هل في عهد الخلفاء وحتى الأئمة من بعدهم في القرنين الثاني والثالث الهجري ، هل هناك من كفّرَ أحد سوى الخوارج الذين كفّرَوا الجميع؟. هذا ذات الفكر الذي يمارسه التكفيريون اليوم بتكفير الجميع.. بل لم يرتكب الخوارج الفظائع والشناعات التي يرتكبها التكفيريون اليوم! وقد ارتبط الخوارج على مدى تاريخهم بالتعصب للمذهب على حساب الدين واستغلال ذلك بمبرر للقتل والتنكيل بخصومهم المسلمين وغير المسلمين وهو ما تطبقه اليوم الجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة السلفية الجهادية المعروفة بداعش والنصرة..ماذا كان تبقى من الإسلام لو انتصر خوارج (صفيِّن) ؟ ماذا لو لم يهزمهم الإمام علي في (النهروان)؟ وماذا لو انتصر التكفيريون اليوم؟ ماذا سيتبقى من الإسلام ؟.

زينب سعد - بنت جبيل.أورغ

Script executed in 0.21465301513672