أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

"أحمد" استبدل حقيبته المدرسية بصندوق لطلاء الأحذية بحثاً عن رزقه... توفي بطريقة مأساوية بعدما هرب من عناصر بلدية بيروت والتحقيق في بداياته

الثلاثاء 22 كانون الثاني , 2019 04:07 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 22,873 زائر

"أحمد" استبدل حقيبته المدرسية بصندوق لطلاء الأحذية بحثاً عن رزقه... توفي بطريقة مأساوية بعدما هرب من عناصر بلدية بيروت والتحقيق في بداياته

كتبت صحيفة النهار:
حمل هموم الحياة في صغره، فلم يكتب له أن يعيش طفولته بعدما جار عليه الزمن، مجبراً إياه على استبدال حقيبته المدرسية بصندوق خشبي لطلاء الأحذية. في الشوارع كان يتنقل باحثاً عن رزقه الى ان كانت نهايته بطريقة مأسوية بعدما هرب من عناصر فوج حرس مدينة بيروت اثناء مطاردته لتوقيفه... هو أحمد الزعبي المراهق الذي هرب من جحيم الحرب في سوريا فلحقه الموت حيث ظنّ انه في مأمن منه.

خوف "قاتل"

يوم الثلثاء الماضي، استيقظ احمد (14 سنة) كعادته، مازح افراد عائلته قبل ان يتوجه الى عمله، فلم يثنه البرد القارس عن حمل صندوقه والخروج بحثاً عن رزقه من منطقة بئر حسن، حيث يسكن الى منطقة تلة الخياط وبالتحديد امام جامع السلام. كانت الامور تسير بشكل طبيعي الى ان شاهد ومعه زميله مركبة لحرس بلدية بيروت، خوفه الشديد من توقيفه، دفعه الى الجري محاولاً الاختباء في مبنى، لا سيما بعدما لحق به احد عناصر الحرس، لكنه فجأة سقط في حفرة عن علو 26 متراً لتنتهي حياته ومعها معاناته وحرمانه من ابسط ما يتمناه فتى في عمره.

اكتشاف الكارثة

حمل هموم الحياة في صغره، فلم يكتب له أن يعيش طفولته بعدما جار عليه الزمن، مجبراً إياه على استبدال حقيبته المدرسية بصندوق خشبي لطلاء الأحذية. في الشوارع كان يتنقل باحثاً عن رزقه الى ان كانت نهايته بطريقة مأسوية بعدما هرب من عناصر فوج حرس مدينة بيروت اثناء مطاردته لتوقيفه... هو أحمد الزعبي المراهق الذي هرب من جحيم الحرب في #سوريا فلحقه الموت حيث ظنّ انه في مأمن منه.

خوف "قاتل"

يوم الثلثاء الماضي، استيقظ احمد (14 سنة) كعادته، مازح افراد عائلته قبل ان يتوجه الى عمله، فلم يثنه البرد القارس عن حمل صندوقه والخروج بحثاً عن رزقه من منطقة بئر حسن، حيث يسكن الى منطقة تلة الخياط وبالتحديد امام جامع السلام. كانت الامور تسير بشكل طبيعي الى ان شاهد ومعه زميله مركبة لحرس بلدية بيروت، خوفه الشديد من توقيفه، دفعه الى الجري محاولاً الاختباء في مبنى، لا سيما بعدما لحق به احد عناصر الحرس، لكنه فجأة سقط في حفرة عن علو 26 متراً لتنتهي حياته ومعها معاناته وحرمانه من ابسط ما يتمناه فتى في عمره.

اكتشاف الكارثة

فقدت عائلة الزعبي ابنها لمدة 36 ساعة، بحثت عنه في المخافر والمستشفيات الى ان استرجعت، كما قال عمه فتحي لـ"النهار": "كاميرات مسجد السلام، حيث بيّنت كيف كان يهرب من الدوريّة". واضاف: "بحثت عنه في المباني المجاورة الى ان عثرت على حفرة في احداها لاكتشف الكارثة"، لافتاً الى انه "قبل سنة قدم أحمد وعائلته المؤلفة من والديه وولدين و7 فتيات الى لبنان من درعا. ظروف الحياة اجبرته على العمل لمساعدة والده في مصروف المنزل، وقد اختار ان يمسح الاحذية بعدما كان تلميذاً في المدرسة، كما انه اعتاد الجلوس امام جامع السلام حيث ينتظر دخول المصلين وخروجهم، يوميته كانت نحو 20 الف ليرة من الصباح حتى الساعة السابعة مساء، بعدها يقصد البيت، يغتسل ويقلّب في هاتفه قبل ان يرقد للنوم".

دعوى ومتابعة

"فتح مخفر الروشة تحقيقاً بقضية احمد بناء على طلب النيابة العامة"، بحسب ما قاله وكيل العائلة المحامي واصف الحركة لـ"النهار"، شارحاً "رفع والد الضحية دعوى، والقضية لها محطات ثلاث، اولها تضارب بيانات البلدية التي تحدثت بداية عن سرقة احمد صندوق الزكاة، ليتبيّن أنّ الأمر غير صحيح، ومحاولة لتكبير جرم الطرف الاخر والتخفيف مما حصل، وثانيها كيفية تعاطي حرس البلدية مع الضحية الامر الذي يطرح السؤال عن مدى تدريب عناصر الحرس، والثالث في ما ان كانوا يقومون بمهمة بناء على تكليف رسمي من عدمه". واضاف: "انتظر الاطلاع على تقرير الطبيب الشرعي وافادة ناطور المبنى، لكن يا للاسف توفيت والدة المحقق، هو الآن في اجازة وسأطلب تسليم الملف الى محقق آخر، لكون القضية لا تحتمل التأخير، كما سأطلب الاستماع الى شهود وحرس البلدية، مع العلم ان الحفرة في المبنى تطرح هي الاخرى اشكالية".

مسؤولية قانونية

"كاميرات المراقبة التقطت ما حصل في الشارع الخارجي وليس الداخلي حيث وقع احمد"، قال الحركة، مضيفاً: "ليست المرة الاولى التي يتم فيها ايقافه، ففي مرة سابقة اعتقل وزميله حيث اجبرا على طلاء غرف في البلدية لمدة ساعات، وفي هذه المرة، لوحق الامر الذي اشعل الخوف في قلبه الى درجة انه كان بإمكانه الاختباء من دون ان يقع، لكن استمر في الجري حتى وقعت الكارثة". وتابع: "على عكس ما قاله الشرطي الذي لحق بأحمد بأنه لم يره يقع، اكد زميل الضحية أنّ أحمد وقف على شرفة وصرخ، وباعتقادي علم الحارس بوقوعه بدليل مغادرته للمكان من دون توقيفه، وهو ما يرتب عليه مسؤولية قانونية لكونه امتنع عن إنقاذ انسان، علماً ان موت احمد ليس مقصوداً لكن بلا شك توجد قلة احتراز".

لقراءة المقال كاملاً: إضغط هنا

أسرار شبارو- النهار

https://www.annahar.com/article/927950

Script executed in 0.18291521072388