أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

سابقة في جنايات طرابلس...أمٌّ ترافع ضد قاتل ابنها بعدما قُتل بالرصاص في بلدة بكفتين في الكورة

الخميس 21 شباط , 2019 08:49 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 38,915 زائر

سابقة في جنايات طرابلس...أمٌّ ترافع ضد قاتل ابنها بعدما قُتل بالرصاص في بلدة بكفتين في الكورة

كتبت "النهار" اللبنانية:
منذ قرابة السنة قتل بالرصاص الشاب سند عبدالله دندشي في بلدة بكفتين في الكورة، وقد تمكّنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على المتهمَين وهما المخطط أيمن خواجه، والمتهم بالقتل عبد الرحمن الشامي. وقد أقرّا بفعلتهما ومثّلا الجريمة وأودعا السجن للمحاكمة.

أمس كانت جلسة المحاكمة الاولى، وفيها حصلت سابقة لم تشهدها المحاكم اللبنانية على اختلاف درجاتها، حيث ترافعت أمّ أمام محكمة الجنايات في طرابلس برئاسة القاضي بسام المولوي ضد قاتل ابنها.

وقالت عريبة غفري دندشي، في جلسة المحاكمة الأولى بقضية مقتل ابنها سند:

حضرة القاضي، حضرات المستشارين، وبالإذن من وكيلي الأستاذ بطرس فضول.
إنّه ليؤلمني ويعتصر مني الروح أن أقف أمامكم طالبةً العدالة لروح ابني السند!

هذا سند الطفل، تأملوا التميّز، وهذا سند الشاب المغدور.

هل أصدق من قول الله تعالى "وجوهٌ يومئذ ناضرةٌ إلى ربها ناظرة"؟!

وهذا هو الوغد القابع في قفص الذلّ "أعسر خواجه"، وإلى جانبه الوغد الأخر "عبد الشيطان" الذي لا يقلّ خساسة وإجراماً عنه؛ لولا أن ساعده لكان ابني حيّاً يرزق.

قبّح الله وجهيهما وزادهما سواداً على سواد. وحقٌّ عليهما قوله تعالى: "وجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة". نعم فلتفعلوا ما تفعلون بها.

هذان المجرمان قتلا ابني سند، صغير العائلة وكبيرها بنبوغه ونضجه المبكر. هما لم يقتلا فرداً بل قتلا مشروعاً للحياة، قتلا عائلة بكاملها، قتلا أمّاً، وقتلا أباً شيخاً لم يقوَ على المجيء إلى هنا، وقتلا سبعة أخوة، قتلا فينا الحلم، قتلا منّا السند، قتلا فينا الحياة ونحن في غمرة الحياة، قتلا شاباً فذّاً طموحاً ناجحاً أقل ما يقال فيه "رجل كألف"، وأقلّ ما يقال فيهم "ألف كأفّ"

حضرة القاضي، يهمني أن ألفت نظركم إلى ضخامة كمية الإجرام في داخل "أعسر خواجه"، وأنّه غير نادم على فعلته ولم يرفّ له جفن، إذ حاول استدراج ابني سنان في الليلة الثانية للجريمة وقبل أن يسلّمه للقوى الأمنية، حين باغته سنان محدّقاً في وجهه وهزّه من كتفيه قائلاً له: "وحدك اللي بتعرف وينو أخي"، وبكل برودة أعصاب أجابه: "صلّ عالنبي يا شيخ والله سند عيوني، مشّي معي عالبيت نشرب قهوة وبتنام عندي وعبكرة منروح مندوّر عليه أنا وياك"، متحصّناً بجنسيته الكندية وبسفره في اليوم التالي، وقد قالها لدى خروجه من التحقيق في مخفر السويقة: "شو بدّن يعملوا معي... معي باسبور كندي وعبكرة مسافر".

أرجوك حضرة القاضي أن لا تأخذك به رحمة ولا بصديقه المجرم، إذ كيف تحقّ الحياة لمن سلب غيره حقّ الحياة؟

وكم غاص الحزن في أعماقي وبات شعوراً مميتاً لا يفارق مخيلتي عندما اطّلعت على آخر دراسة في كندا (بلد المغضوب) للعام 2017 أنّ دماغ الانسان بعد الموت يبقى حيّاً وفي حالة نشاط تامّ أقلّه لمدة 10 دقائق، وأنّ الميت يدرك ما هو فيه، ويسمع كلّ ما يقال حوله.

رجاء اسأله حضرة القاضي بماذا حدّثه من أحاديث الخيانة؟ وكيف أفرغ حقده عليه؟ قُطع لسانه، وكيف مدّ يده إلى جيبه يسلبه ماله؟ قُطعت يده وقُطع عنقه.

آمل أن يكون حكمكم على مستوى فداحة الجريمة، وأن تنزل بهما عقوبة الإعدام ليكونا عبرة لأمثالهما "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، صدق الله العظيم.¬

يحيا وطني. يحيا العدل. وشكراً.

ورفع القاضي الجلسة عقب ذلك إلى نهار الأربعاء ٦ آذار المقبل.

للمتابعة من المصدر: (طوني فرنجية - النهار)

Script executed in 0.16784596443176