وين أكلت؟ سؤال يخطر في بالنا عند لحظة احساسنا بالجوع لنتشارك بين بعضنا البعض في نطاقنا الصغير الأمكنة التي سبق وزرناها وحازت على ثقتنا وذوقنا.
لكن هذا السؤال لم يبق سؤال صغير محدود فحسب بل تخطى ذلك ليصبح "اسم مجموعة" احتلت الفايسبوك منذ أيام معدودة وأصبحت "سيرتها على لسان الكثيرين" وتخطى عدد أعضائها الـ 10 آلاف في أقل من شهر.
وفي التعريف الاساسي في المجموعة يظهر انها مجموعة متخصّصة بتجارب المطاعم في لبنان اضافة الى ان المدح والنقد متاح بدون تجريح ويتم على أساس تقييم الأكل والخدمة والنظافة والطعم ضمن الأصول.
تقول دعاء طبوش صاحبة الفكرة لموقع بنت جبيل أننا "كشعب لبناني منعرف طعمة تمنا" وننتظر يوم العطلة لنقضي اليوم خارج المنزل لتناول الوجبات الرئيسية لذلك من المستحسن ان نعرف الى اين سنتوجه واذا كان المكان الذي ننوي الذهاب اليه على قدر توقعاتنا بالإضافة الى معرفة كافة التفاصيل التي تهمنا حول المكان والطعام وكل ذلك.
بدأت الفكرة من سؤال صغير لدعاء على صفحتها الشخصية لتستفسر عن "أكلة" معينة وبعد ان لاقى المنشور تفاعلاً كبيراً قررت دعاء انشاء المجموعة ليتم تشارك الفائدة.
الموضوع لم يقف عند الاستفسار فقط بل تخطى ذلك ليصبح وكأنه طريقة لدعم المطاعم والمقاهي الصغيرة والمتوسطة والشعبية وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان.
تضيف دعاء ان عدد من أصحاب المطاعم أخبروها أن "رزقتهم" ازدادت وأصبح الإقبال أكثر بسبب هذه المجموعة في العالم الافتراضي فالبعض أصبح يفتح أبوابه قبل موعده السابق والبعض الآخر أصبح يطلب المزيد من المواد اللازمة للطعام لأن الطلب ازداد حسب ما أفادت دعاء لموقعنا.
وتؤكد على ان حتى المتابعين أنفسهم استفادوا من العروضات التي لم يكن لهم علم بها والتي هي تناسبهم من حيث السعر والمكان وكذلك أصحاب المطاعم والمقاهي تشجعوا على خلق عروضات جديدة وان بعضهم أصبح يقدم عروضات لمتابعين هذه المجموعة خصيصاً.
هكذا أفكار تبرهن ذكاء الشباب اللبناني القادر على صنع النجاح وتحريك الواقع ولو من مكان افتراضي صغير ليصبح على أرض الواقع له لمسة فعالة ومساحة لتشارك الذوق والرزق وملئ الفراغ وصنع صداقات جديدة حيث أن أقرب طريق لأي شخص لبناني "معدتو" فاللبناني معروف بذوقه الخاص والطعم الأصيل للسفرة اللبنانية.
زينب بزي - بنت جبيل.أورغ
