بالصور والفيديو/ عُمره من عمر لحظة انفجار مرفأ بيروت: عن الطفل اللبناني جورج الذي ضجت به الصحف العالمية...أبو جورج يستذكر ولادة صغيره "الخرافية" على ضوء الهاتف

حين تسأل كم عمر طفلك؟ وحده أبو جورج يجيب "من عمر انفجار بيروت"! ورغم هول الكارثة يفخر أن صغيره يحمل القصة الوحيدة "الحلوه" كما يصفها. هي حكاية "المعجزة جورج" الذي ولد على ضوء الهاتف، لحظة انفجار مرفأ بيروت والتي ضج بها العالم والصحف وألهمت العديد من المتضررين.
"فرح وزعل ومشاهد متل الكذب"، بهذه العبارات يصف الوالد السيد إدمون خنيصر لحظات معاناة الرابع من آب. ويقول لموقع بنت جبيل أنه ليس سهلاً بعد 9 أشهر من ترقبه وزوجته السيدة امانويل لمولودهما الأول، أن يولد جورج في عصف الإنفجار. 
يكن السيد إدمون وزوجته الكثير من التقدير للطاقم الطبي وللطبيب إيلي انستسياديس، الذين تابعوا رسالتهم الإنسانية بوعي وحكمة غير آبهين بالزجاج المتناثر الذي أصابهم. ومن دون معدات، وعلى ضوء الهاتف، أنجزوا عملية الولادة يومها من بين الركام، وحملوا الزوجة على كرسي بلاستيكي للخروج من مستشفى الروم. كما سارت الزوجة مسافة والمولود جورج بين يدي والده، حتى وصلوا إلى بر الأمان. ولم يغادر الطبيب حتى استلمهم طبيب آخر مع تجهيزاته الميدانية ليسعف وضعهم.
ألآم ولادة مرت بها الأم، مجبولة بصدمة من مجهول! إصابات في كل مكان، وبصمات دماء على جدران المستشفى، كلها مشاهدٌ لا تغيب عن بال الوالد.
ولصور الصغير جورج الشهيرة المُلهمة، حكاية أيضاً، حيث أن المصورة التي التقطت الصور من وحي الإنفجار، خسرت معدات التصوير التي تملكلها وخسرت الاستديو الخاص بها. ويقول أبو جورج لموقع بنت جبيل، أنه أراد وزوجته أن لا يُحرم طفلهما من صور الولادة كما خططا مسبقاً. وعندما اتصل بالمصورة جانيز صراف ثابت أجابت أنها خسرت كل معداتها ولا يمكنها التصوير، ولكن عندما علمت بقصة جورج، لملمت بقايا أغراضها واستعانت بكاميرا مصرة على التصوير لأجل جورج وبيروت.
وفي رسالة نشرتها المصورة، سألها أحد المتابعين "لا أستطيع التحرك بعد الإنفجار، ما الذي يمكنني فعله لأتحسن؟"
وأجابت ما مفاده أن العودة للعمل الذي لدينا شغف به تساعد، وتابعت أن شغوفة بعملها، والطفل جورج ساعدها على تخطي الكارثة.
كذلك بعد مدة، تواصلت الشركة المُنتجة لإعلانات "بامبرز"، طالبة تصوير جورج ليكون بطل حملتها، حيث قدمت مليون منتجاً من الشركة دعماً للمتضررين.  
"خرافي ما حصل!" يقول والد جورج، تماماً مثل كذبة بصرية من فيلم سينمائي. ولأن مشيئة الخالق أقوى من كل ظرف، بات “Baby George”، معجزة فرح أهله وحكاية أمل لبناني ألهم العالم حين ولد من صميم كارثة بيروت.
داليا بوصي - بنت جبيل.أورغ


 

---