صور ساحرة من اللقلوق...الخريف بأبهى حلله

نشر المصور الفواتوغرافي علي بدوي صور ساحرة من منطقة اللقلوق تعود لسنوات مضت حيث ظهر فيها  الخريف بأبهى حلله، وعلق بالقول: 

"الجبال في قضاء جبيل جميلة في أيام الربيع خاصة عندما تعانق القمم البيضاء السماء وتبدأ الشمس تشرق فوق تلك القمم ويذوب الثلج إلى مياه انهار الجبال ويحولها إلى جنة من الإقحوانات والورود. والقرى في قضاء جبيل تتمتع بطبيعة خلابة مما جعلها فريدة من نوعها بمواقعها الرائعة وجوانبها البحرية الساحرة. ولكل قرية في قضاء جبيل قصتها المليئة بالحقائق التاريخية والجمال الطبيعي. إحدى هذه القرى هي أفقا حيث وُلد أدونيس وقتل عند شلالاتها, ومعبد عشتار تم بناؤه لتكريم أسطورته. قرية أخرى هي العاقورة التي تعد واحدة من أقدم القرى في العالم وما زالت آثارها وكهوفها قائمة حتى اليوم. علاوة على ذلك ، فإن أربعة من أجمل قرى جبيل العليا هي لحفد ، وجاج ، وترتج ، وميفوق ، حيث اتحدت القداسة والجمال. وهناك المزيد من القرى التي لا أستطيع التحدث عن تفاصيل كل واحدة منها ؛ عنايا ، قرطبة ، لاسا ، جنة ، إده ، بنتاعل ، إهمج ،اللقلوق ،الغابات ، يانوح ،المنصف ، حبالين ، حصارات ، وغيرها الكثير . في هذا الألبوم ، سأتحدث بتفاصيل عن قرية ميفوق.

يحكى في كتب الأساطير عن وادي الملوك الذي يفصل قرية إهمج عن قرية اللقلوق وهو واد مقدس احتلته ملوك بابل "حفرون ونفرون" وما زالت قمم الجبال مسمّاة بأسمائهم حتى اليوم. ويحكى في الكتاب المقدس والقرآن ان نفرون "النمرود" ملك بابل كان أحد أقوى الملوك على الإطلاق "باني برج بابل" وقد أتى إلى لبنان واستمتع بالبقاء على قممه. بقي شقيقه حفرون مع جيشه داخل تلك القمم يستمتع بإقامته ، لكنه لم يحسب أبدًا أن الثلج سيأتي وأن ذلك الوادي كان مقدسًا. تقول الأسطورة أن حفرون وجيشه كلهم ماتوا داخل الوادي حيث كانت الصخور والجبال تصدر أصواتًا مروعة. ويحكى في الأساطير عن نبى الله "يعقوب" الذي أُعجب بابنة خاله الصغرى "رحيل" ، وبالفعل طلبها من أبيها "خاله لابان" الذى اشترط عليه أن يقدم أولاً على رعي أغنامه لمدة سبعة أعوام ، فوافق سيدنا يعقوب على طلب خاله . السنوات السبع مرت ، أوفى خلالها سيدنا يعقوب بما وعد ، هنا وقف خاله لابان ، على مرأى من الناس جميعًا ، وقدم له ابنته الكبرى "ليا" لكي يتزوجها ، وقد كانت هي الشقيقة الكبرى لرحيل . حزن يعقوب وسأل خاله لابان ، عن سبب فعلته تلك ، فأجابه خاله بأنه من عاداتهم ، ألا تتزوج الابنة الصغرى قبل الكبرى ، ثم طلب من يعقوب أن يرعى أغنامه ، لمدة سبعة أعوام أخرى ، سيدنا يعقوب وافق مجددا حتى يتزوج من محبوبته ، وبالفعل بعد انقضاء المدة ، تزوج سيدنا يعقوب من حبيبته "رحيل" ولم يكن الجمع بين الأختين قد تم تحريمه في هذا الوقت بعد . أنجبت السيدة رحيل "النبي يوسف" و توفيت عندما استبد بها ألم الولادة ، وهي تضع ابنها الثاني "بنيامين" ويقول البعض إنها دفنت في ذلك الوادي والبعض الآخر يقول في بيت لحم بفلسطين. ذلك الوادي هو الوادي المقدس الذي شهد العديد من المعجزات وفوق تلاله تقف قرية اللقلوق الجميلة بأعلى قممها وهي الأعلى في جبال جبيل .

تقع اللقلوق على سفح جبل اللقلوق في المنطقة الجرديّة وقمم الجبل البيضاء التي تواجه القرية إلى الشرق تصل إلى ارتفاع 2500 م. وجبل اللقلوق منطقة سياحيّة ممتازة صيفا وشتاء ، وهي تضمّ فنادق فخمة ومطاعم ومقاه ومنتزهات ومركزا شهيرا للتزلّج على مسافة 70 كلم عن بيروت. هذا كما وانا اسم اللقلوق سريانيّ ومعناه : اللقلق ، وهو الطائر المعروف الطويل العنق والرجلين الذي يأكل الأفاعي ، ويوصف بالذكاء والفطنة ، وكنيته" أبو حديج.و وجدت في أراضي اللقلوق كتابات رومانيّة تعود إلى الأمبراطور أدريانوس ، كما وجدت نواويس وحجارة بناء متناثرة تنبئ عن أنّ معبدا وثنيّا كان يقوم فيها .أضف إلى ذلك أن عدد أهالي القرية المسجّلين نحو 4500 نسمة وهم من الأغلبية الإسلامية - السنّة من عشيرتي النعيم ، واللهيب وفي الآونة الأخيرة ، ومنذ أكثر من 30 عامًا ، عاش الكثير من الناس داخل القرية ومعظمهم من المسيحيين الذين ليسوا جزءًا من سجلات النفوس هناك, وقد بنوا كنائسهم الجميلة كذلك.

قرية اللقلوق فريدة من نوعها وزيارتها لطالما أضافت الأبتسامة إلى روحي. وهناك أشياء كثيرة لا أستطيع نسيانها في هذه القرية ، وما زلت أزورها في جميع المواسم مستمتعا بجبالها ووديانها ومتفقدا أماكنها المقدسة. بالطبع ، عندما أكون هناك ، لن أنسى التفاح أو الكرز الخاص بها والذي له طعم رائع".
 

---