روى طبيب التخدير والإنعاش في مركز زرع الأعضاء في مستشفى الرسول الأعظم (ص) د. هاشم نورالدين تفاصيل عملية زرع كبد للطفل"زيد أسعد" البالغ من العمر ٨ أشهر ،حيث قام والد الطفل بالتبرع له بجزء من كبده، واصفاً العملية التي تكللت بالنجاح بأنها أصعب العمليات التي أجروها في مركز زرع الأعضاء نظرًا لعمر الطفل وحجمه وصعوبة حالته.
وكتب نور الدين عبر حسابه على فايسبوك:" "زيد أسعد" الطفل الجميل ذو الثمانية أشهر أطلّ على الحياة من بوّابة المرض.. كبدٌ عليلٌ اختلّتْ وظائفه منذ الولادة أو قبلها، ما لبث أن زاد في مصيبته ورمٌ خبيثٌ انتهز تشمّع خلاياه وضمورها، فأصبحت بذلك حياة زيدٍ قاب قوسين أو أدنى من نهايةٍ ستكون مفجعةً لوالديه اللذين سيطر زيد على قلبيهما ومشاعرهما إلى حدٍّ كبير رغم أنّهما رُزقا بأطفالٍ غيره على قول والده..أصبح الصراع مع الوقت محتدمًا فرغم أنّ الأعمار بيد الله إلّا أنّه من الناحية الطبيّة والعلمية لن يعيش زيدٌ سوى أيّام أو أسابيع قليلة في أحسن الأحوال".
وتابع:" دخل زيد إلى المستشفى وفي قلب والدته أملٌ رغم الصّعاب، وفي عقل والده ارتياحٌ في بحر العذاب.. أُخِذَ القرار بالرغم من شدّة الخطورة، والد زيد سيتبرّع لفلذة كبده بفلذةٍ من كبده!". مضيفاً:"زارني الأب في عيادة التخدير للوقوف على بعض التفاصيل أخبرته بعد أخذٍ وردٍّ بأنّ خطورة عملية زرع كبدٍ لزيد تكاد تلامس الثمانين بالمئة فأجابني بكلّ إيمانٍ وتسليم:
"أنا توكلت عالله يا حكيم نحن منعمل اللي علينا وهوّي بيختار أو بيشفيه وبفرح فيه أو بياخده لعنده وبيرتاح"، حبستُ في عينيّ دمعتين صغيرتين وافترقنا".
وأشار :"قصدتُ غرفة زيد ليلة العمل الجراحي فوجدته يرفرف في سريره بين أبويه والبسمة على وجهه تكفر بكلّ الآلام والعذابات والأمراض والعلل، رأيت في عيون والديه مزيجًا من الخوف واللهفة والرجاء والأمل، أعدتُ على مسمعيهما ذكر الخطورة العالية لعملية الزرع وأعادا على مسمعي التوكّل والتسليم مهما كانت النتيجة".
وتابع نور في منشوره:"في صباح اليوم التالي انتقلتْ قطعةّ من كبد الأب إلى غرفة العمليات المجاورة حيث كان زيدٌ يعيش آخر ساعات معاناته، حيث سيسلك بعد ذلك أحد طريقين لا ثالث لهما ! بدأ فريق الزرع بالعمل الصعب قرابة منتصف النهار وانتهينا من العمل منتصف الليل حيث حَضَنَ زيد قطعةً من كبد أبيه واستفاق، دخلتُ إلى غرفة الأب الذي كان يترنّح في سريره بين الألم والأمل، قلتُ له" الحمدلله عسلامتك انت وزيد، زيد كتير منيح وانشالله رح يعيش" نسي الأب جرحه الكبير وكاد يقوم من سريره لكنّه حقًّا قام بكلّ أحاسيسه ومشاعره وبريق عينيه وقال لي " بدّي بوّسلكم إيديكم واحد واحد، الله يقدّرني على مكافاتكم" هذه المرة لم أستطع أن أحبس الدمعتين الصغيرتين".
وأشار أنه: "عادت الحياة تدبّ في أعضاء زيد وجوارحه، وبعد عنايةٍ مشدّدة لأسبوعين وأكثر قليلًا خرج زيدٌ من المستشفى برفقة أبويه ليبدأ معهما حياةً جديدة".
وشدد:"زيد اليوم وُلد من جديد بفضل الله وهمّة وجهد الفريق الذي يجمعني مع القامات العلمية والإنسانية الراقية القائد د. محمد حسين السيد والحكيم د. علي شكر والفنّان د. عباس ترشيشي والماهر د. بلال حطيط والمبدع د. محمد حمود والمايسترو حسن سلمان".
وخنم نور الدين:"إنّ عملية زرع الكبد لزيد كانت من أصعب العمليات التي أجريناها في مركز زرع الأعضاء نظرًا لعمره وحجمه وصعوبة حالته، وأنا هنا أدّعي وأقرّ وأعترف بأنّ يد الله كانت فوق أيدينا دعمًا وسندًا ومددا.. إمعانا في الحياة"
تغطية مباشرة
-
معلومات أن "الجيش" الإسرائيلي يرفض إعطاء الإذن لطواقم الإسعاف عبر "اليونيفيل" للدخول لإجلاء الإصابات من مستشفى الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل
-
سلسلة غارات تستهدف البقاع منها في النبي شيت وجوارها وتمنين
-
سلسلة غارات تستهدف البقاع منها في النبي شيت وجوارها وتمنين
-
إصابة عدد من الممرضين والعاملين في مستشفى الشهـ.. صلاح غندور في بنت جبيل جراء سقوط أربع قذائف مدفعية إسرائيلية فوق سطح المبنى