كتب زياد الزين (مدير منشآت الزهراني) بعض ممن يمتهنون السياسة في لبنان يمجدون مواقفهم الانفعالية ويمنحونها قدسية تراكمية على احداثيات هندسات من ردات الفعل مع تغييب شبه كامل لصناعة الفعل نفسه. ولا يأتي السرد هنا لنطلق العنان لاختبارات التقييم ... فالموضوعية سمة القارئ والمتابع اذا ما تلازمت مع حيادية في عناصر الرقابة عن قرب. والغائب هنا حكما قالب المواقف المرتد الى نقطة الأصل في التفاعل السلبي مع المعطيات. عندما تتجرد الكلمة من عناصر الطمأنينة وتنحو بعيدا عن الازدهار الفكري متملقة على اكتاف التاريخ المتنكر للحداثة. يأتي الواقع هنا مجرد استكمال لحلقة من الماضي وعناصر من مسلسل التصحر الذهني ويتكشف الخوف والقلق في وجه عملاق لا يتسع له اي قالب في الحاضر حتى لو اقتضى التنازل إعادة التموضع بحثا عن صيغة مرنة تحاكي تحديات جمة. فتتساقط مصطلحات من قواميس عفنة لن تجد مكانا لها في دفاتر الناس اليومية التي تملأ سطورها مطالب مزمنة وتتصدر شهوة الاعلام للصيد في رحاب هذا الوباء المتفشي وتبني تصريحات خطفها الرأي المثقوب، لأن الفتنة لا تعبر الا من خلاله. ولا مجال هنا لاعادة هيكلة الاحداث بعد تداخل مكوناتها والدعوة هنا ليست مضمرة او محسوبة مسبقا او محتسبة في القراءة والصياغة؛ بل تريد اسقاط هذا النموذج كالورق المتعب من زفير الخريف. ربما يقوم احد من هؤلاء يوما بتسليف الوطن كلمة ثقة، والأمانة الواجبة الملزمة هنا: مدينة لنا ان نشهر اطلالة عروس الوحدة والبحث عن عطرها في اي ركن والسكون الكامل في اضلعها دون تعب، وفي تقدير الروح الانسانية وضميرها الحاضر في من تصدر الامن والامان والأمانة التاريخية. معه لن نستسلم لأفواه الشؤم والقبح ... فنناديه بالصبح.
6,445
مشاهدة