قرروا أن يبادروا بدل الجلوس والشكوى من الأوضاع المتردية التي وصل إليها البلد لينشروا الخير والمحبة ولو بالقليل.
"بسطة التكافل" هو الاسم الذي اختاروه لمبادرتهم المميزة، فقرروا جمع تبرعات من ثياب وأحذية وألعاب إضافة الى أي حاجيات أخرى من الممكن ان تستفيد منها بعض العائلات من ثم يعمدوا الى بيعها بأسعار زهيدة أي بألف وألفين ليرة لبنانية فقط ليصار الى جمع المال لشراء الحليب والحفاضات للأولاد والعجزة من العائلات المحتاجة او إعطائها لمرضى السرطان ليؤمنوا جزء من كلفة علاجهم.
سيمارد، ولاء، ميرنا وزوجها فضل أبطال هذه المبادرة التي لا تقتصر فقط على "البسطة" التي تقام شهرياً لمرة واحدة في المصيطبة بل هم بإستمرار يستعملون صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي لطلب مساعدات متنوعة من مساعدات مادية وصولاً الى الأدوية وما يمكن ان يطلب منهم من قبل عائلات محتاجة.
تقول ميرنا في حديث لموقع بنت جبيل: "بعض العيل صارت معتمدة علينا بمساعدة ولو صغيرة وعم نحاول قدر الإمكان ما نقصر".
وتضيف انه قبل أيام جمعوا 3 ملايين ليرة لبنانية من خلال بسطتهم الصغيرة وقسموا المبلغ على مريضتي سرطان، واحدة تبلغ من العمر 4 سنوات واخرى 19 سنة.
بألف وألفين يستطيعون رسم بسمة على وجوه تبحث وتبحث يومياً عن طرف خيط لتستطيع ان تمسك بها وتقاوم على الصمود في بلد لا يوفر أي مقومات لذلك.
أربعة أشخاص يحاولون اليوم القيام بدور دولة لا تعرف أن هناك من ينام جائعاً أو "برداناً"، او ربما دون أن يأخذ الدواء. هم يحاولون يومياً دون كلل أو ملل ولا يريدون سوى الدعم ولو بقطعة ثياب أو حذاء فائض عن حاجات الناس او بما تيسر لأنه وكما يقولون "لم يبق لنا الا بعضنا البعض".
زينب بزي- بنت جبيل.أورغ