لبنان: 96171010310+     ديربورن: 13137751171+ | 13136996923+
22,564 مشاهدة
A+ A-

جاء في "سكاي نيوز عربية" في مقال للكاتبة إكرام صعب:
 
قصة "عوني" ليست كباقي القصص ففيها الكثير من التحدّي الممزوج بالإصرار والطموح والمثابرة، ولعل أهم ما فيها تحويل الظلمة السوداء إلى نور يضيء طريق النجاح في رحلة شاقة من التعب والسهر.

هي قصة نجاح اللبناني ابن بلدة شحيم الشوفية الذي لمع اسمه في بلاد الغرب من دون أن يراها، أو حتى أن يعرف طبيعة تربتها وشكل طرقها وملامح أهلها، كل ما عرفه عنها هو احترام أهلها لإعاقته البصرية التي لم يستسلم لها تاركاً بلده الأم لبنان إلى عالم أكثر احتراما لقدراته وصفاته المميزة.

عون الله علي قشوع، ابن الـ58 عاما المتزوج من المربية ميرفت الحجار، وعلى الرغم من الحظ الذي حالفه بمثابرته على تحصيله العلمي والثقافي، ألا أنه لم يحالفه ليصير أبا كأي إنسان يطمح ليشكل عائلة طبيعية مكتملة.

إلى جانب الجنسية اللبنانية يحمل عون الله الجنسية البريطانية ويفتخر بها.

الحديث معه كان مؤلماً ولم يكن من السهل أن تستمع لألمه من دون دموع ليست دموع الشفقة إنما حسرة على كثيرين يتمتعون بنعمة البصر ولم يذوقوا يوماً طعم النجاح والفوز.

عوني الذي حرم نعمة البصر أنعم الله عليه بنعم كثيرة، برباطة الجأش وقوة الإرادة التي مكنته أن يترك بلده الأم إلى بلاد غريبة لا يعرف فيها أحداً ليدرس ويعمل فيها في حقلي الإعلام والعلاج الفيزيائي ثم ليصل به الأمر إلى أروقة وزارتي الداخلية والعدل في العاصمة لندن.

رحلة حياة تكللت بالنجاح والتفوق، مليئة بالإثارة والتشويق والتضحية وهو اليوم مترجم محلف لدى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، وهو منتدب المملكة المتحدة البريطانية للغة الإنجليزية ومترجم في وزارة العدل ووزارة الداخلية والهجرة هو ابن شحيم، عون الله قشوع، صاحب الشعار: "لا فشل مع الإصرار والإرادة".

ويقول قشّوع في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية ": "علينا أن نأخذ بعين الاعتبار قدرة الانسان على الإنجاز وقوة الإرادة".

ويرى "أن على كل إنسان لديه إعاقة جسدية أن يراجع حساباته فليس أجمل من الاعتماد على لنفس فهو المفتاح الرئيسي للحياة السعيدة".
 
رحلة العذاب

تتحدث مع الدكتور عوني الحاصل على الشهادات في الدراسات العليا والجدارة، تصغي إلى قصته المشوقة، لكن على مراحل، تطلب منه أن يتمهل في الكلام حتى تتمكن من التقاط أنفاسك... تكاد تشعر بالاختناق كلما تخيلت ما مر به من مرارة وعذاب، إلى أن تصل معه إلى النهاية السعيدة.

يقول عوني، وهذا اللقب الذي يعرف به: "بدأت حياتي عاملاً فندقياً، في عام 1982 وفقدت بصري وأنا في السابعة عشرة من العمر بسبب حادث شخصي أليم في لبنان، سافرت إلى روسيا في محاولة يائسة لإنقاذ حاسة البصر ولكن دون جدوى، عدت والتحقت بعدها بمعهد الضرير في مدينة بعبدا في جبل لبنان لعدة سنين.
 
إلى بريطانيا

يقول قشوع: "وأخيراً جاء اليوم الذي انتظرت طويلاً، وعن طريق الصليب الأحمر الدولي انتقلت إلى المملكة المتحدة وهناك بدأت رحلة حياة جديدة كنت فيها ذاك الإنسان الذي يريد أن يعتمد على نفسه.

وبفرحة لم تفارقه طيلة اللقاء يكمل عون الله حديثه فيقول: "غادرت لبنان في بداية التسعينيات وثقت لجوئي وبقيت بعدها لعدة أشهر في مركز للمكفوفين، ثم انتقلت العيش لوحدي وطلبت اللجوء الإنساني فطلب مني حينها الخضوع إلى دورة تأهيل وفعلت".

ويتابع مبتسماً كلما ذكر إنساناً كان صاحب فضل عليه، هو لا ينسى أدق التفاصيل ولا اسما لشخص مر في حياته وكان له فضل عليه والساعات ولا التواريخ: "أذكر اسم الموظفة الاجتماعية إليزابيت غرين هاوس التي ساعدتني كثيراً كي أبدأ حياتي في عاصمة الضباب، علمتني أطبخ وأجتاز الشارع، واستئجار بيت وبعد أشهر من التدريب على إشارات المرور استطعت أن أتجول بمفردي على الرغم من لغتي الإنجليزية التي كانت بدائية آنذاك ".

ويتابع: "خضعت بعدها لدورة تأهيلية، بدأت رحلتي مع اللغة الإنجليزية دخلت الجامعة في مدينة هرفيد لدراسة اختصاص العلاج الفيزيائي وعملت كمعالج فيزيائي في مصح خاص للقوات العسكرية البريطانية حيث كان هذا المكان يستقبل مرضى من الوطن العربي ومنهم عسكريون من الجيوش العربية ومن الخليج العربي، وبعد العمليات الجراحية كنت أقوم بمعالجتهم وساعدتني لغتي العربية على العمل هناك".

ويستطرد: "قصتي مع العلاج الفيزيائي بدأت يوم تعرفت على مكفوفين ومكفوفات إنجليز وصار عندي صداقات وشاركت معهم في مخيمات وتعرفت على رجل فاضل إنجليزي اسمه ليزريس وهو طبيب علاج فيزيائي أحببته وتعلمت منه الكثير من أمور يحتاجها المكفوف".
 
لقراءة القصة كاملة اضغط هنا
 


تغطية مباشرة آخر الأخبار

  • حمية: عودة معبر القاع جوسية البري بين لبنان وسوريا للعمل
  • وزير الخارجية اللبناني للجزيرة: الفترة التي تمتد 60 يوماً ستسمح لنا بإعطاء دعم للجيش ليكون انتشاره مكتملاً
  • هوكستين: نحن لسنا أمام هدنة لـ٦٠ يوماً بل أمام وقف دائم للنار لكن أمام الجيش اللبناني ٦٠ يوماً للانتشار جنوباً
  • وزير الخارجية اللبناني: فترة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ستمتد حتى وصول الرئيس ترمب وتسلم إدارة جديدة