كتب عدنان بيضون:
يتعاطى اللبنانيون فى هذه الأوقات العصيبة التي يمر فيها بلدهم ، مع نتائج الأزمة بأكثر بكثير مما يتعاطون مع أسبابها. لقد تأخروا كثيرا عن إدراك خطورة ما جنت أياديهم عندما " شرعنوا "سلطة أمراء الحرب ومنحوها ثقتهم على مدى ثلاثة عقود. مشهد التدافع للحصول على قنينة زيت مدعوم هو مشهد مرعب وينبىء بالأسوأ القادم. لم يحدث هذا خلال الحرب الأهلية التي امتدت خمسة عشر عاما.كان خطر الموت بقذيفة عشوائية او رصاصة قنص هو ما يخشونه.
لم يتخيلوا يوما أن أمنهم الغذائي سيصير في خطر ، حتى وقعت الواقعة وانفضحت سلطة النهب المتحالفة مع حيتان المال، وسطت على مدخراتهم وتركتهم لقمة سائغة في أشداق العوز وبين أنياب الفقر والبطالة.
العجيب أن هؤلاء الناس، أو جلهم ، لا يزالون أسرى انتماءاتهم الطائفية والمذهبية رغم كل ما يواجهونه من قلق على المصير وخوف من الآتي.
متى يدرك اللبنانيون أن حياتهم باتت منوطة بالتخلص من أدعياء تمثيلهم وأن لا بديل عن قيام دولة مدنية تتولى شؤونهم دون العبور من بوابة الزعيم الطائفي ؟ متى يستفيقون من الخدر الذي حقنه في عقولهم أرباب طوائفهم المتحالفون من فوق على إدارة منظومة النهب والسطو على موارد الدولة ومؤسساتها؟
المشهد مرعب لكنه مليء بالعبر لمن يريد أن يعتبر.
ليس الحصول على قنينة زيت مدعوم" نصرا". قريبا سيختفي هذا الدعم مع تلاشي رعاية ما تبقى من الدولة. وسيجد فقراء الطوائف أنفسهم أمام الإختيار بين نفض عيشة الذل تحت راية الزعيم والموت جوعا أو قهرا. هذا لأنهم تأخروا كثيرا، ولأن نظامهم الطائفي قد أفلس ودخل مرحلة التوحش التي تسبق النزع الأخير . فهل يبادرون الى إختصار هذه المذبحة المعيشية والاقتصادية التي ترتكب في حقهم على رؤوس الأشهاد ،ويخرجون عن بكرة آبائهم من سجون غرائزهم الطائفية الى هواء الحرية ؟.
تغطية مباشرة
-
أكسيوس عن مسؤول أمريكي: لا موعد لزيارة هوكشتاين إلى بيروت ولن يسافر إلى هناك إلا بعد التأكد من التوصل لاتفاق
-
وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل جندي إسرائيلي خلال المعارك في جنوب لبنان.
-
قمر جديد تزفه مدينة بنت جبيل.. حسين علي عباس وهو من سكان بيروت تتمة...
-
الراعي: الحل يكون بالمفاوضات السياسية وليس بالإنتصار أو بالإنكسار ولا يجوز تغيير قائد الجيش في هذه الظروف التي نعيشها اليوم تتمة...