كتبت فرح نصور في جريدة النهار تحت عنوان :""معاناة" الزواج بظلّ الأزمة... "مَن لا يتقاضى راتبه بالدولار أفضل ألّا يتزوج"": تأمين الحاجات اليومية والطعام بات صعب المنال لكثيرين، فكيف لمَن يودّ أن يقدم على الزواج في ظل هذه الظروف الكارثية التي تحول دون زواج عدد كبير من الشباب. فتجهيز منزلٍ زوجي يتطلّب مبالغ كبيرة، ولو اتبعت المعايير الوسطى. وفيق وسمر نموذج لثنائي، موظف يتقاضى راتبه بالليرة، وزوجته لا تعمل حالياً، تزوجا أخيراً بأتعس ظروفٍ تمرّ على البلد. كيف انعكست الأزمة على زواجهما؟
كان وفيق قد ادّخر مبلغاً بالليرة اللبنانية من راتبه قبل الأزمة لينفق على زيجته. لكن مع الأزمة، لم يعد لهذا المبلغ أي قيمة. استأجر وخطيبته منزلاً منذ شهر أيلول الفائت، وبقي يدفع الإيجار لسبعة أشهر دون أن يتمكّن من الانتقال إلى العيش فيه، "فالأوضاع لم تسمح لأن نشتري الأثاث ولا الإلكترونيات بالسرعة المطلوبة بسبب ارتفاع أسعارها الجنونية"، تقول سمر.
وفيق هو مندوب في شركة للأدوية، وسمر تبيع الأحذية في انستغرام، "لكن حالياً، العمل متوقّف بشكلٍ تام ولا أحد يشتري أي شيء"، بجسب سمر، مضيفةً أنّه أصبح من الصعب حتى على سمر شراء بضاعة جديدة، فسعر القطعة بالجملة أصبح باهظاً ولن يشتريها أحد على الصفحة. وساعدت سمر وفيق بإعطائه كل ما جنته من هذا العمل في الفترة الماضية أي ما بين رأسمال وأرباح نحو 5 ملايين ليرة، للتمكّن من شراء أثاث المنزل.
عقد وفيق وسمر قرانهما منذ نحو السنتين، ريثما يجمع وفيق بعض المال تحضيراً للزواج. استأجرا المنزل في أيلول الماضي عندما كان سعر الدولار حوالى 7000 ليرة. لكن بعد أن استأجراه، ونويا تجهيزه، لم تكن تتوقّع سمر إيجاد هذه الأسعار في السوق، "شعرت أنّني لن أتمكّن من الزواج ولا من شراء أي شيء، فالأسعار جنونية".
استغرق الأمر أكثر من شهرين حتى وجدت سمر أرخص صالون وغرفة نوم وغرفة جلوس. وجالت في أكثر من 20 غاليري في بيروت والجنوب لكي تجد أرخص أثاث وأغراض للمطبخ، لكن "لو لم يساعدنا الأهل في شراء غرفة الجلوس والصالون، وبعض مصاريف الزيجة، لما استطعنا أن نتزوج، وإلّا لكان علينا أن نؤجّل زواجنا بعد"، تروي سمر.
كل الغاليريات التي جالا فيها، لم ترضَ بالتقسيط كالسابق، وبات التعامل بالدولار حصراً، ومَن يقبل الدفع بالليرة، تتغيّر قيمة كل دفعة بحسب السعر اليومي، ولو حتى كان الاتفاق على مبلغٍ محدّد، "لم يراعنا أحد لكوننا عروسين مقبلين على الزواج". وبعد هذه الجولة كلّها، اشترت سمر غرفة النوم بـ 16 مليون ليرة وجميع أغراض المطبخ بنحو 10 ملايين من محال في الجنوب، حيث وجدتها أرخص من بيروت. وساهم أهل وفيق بشراء الغسالة والبراد كـ "نقوط" قبل الزواج ليسعدوهما، وأهل سمر "نقّطوها" غرفة النوم.
اضطرّ وفيق لأن يستدين أحياناً لدفع ثمن بعض الأشياء، كالستائر، فهي أيضاً بالدولار. وهكذا، اضطُرّ العروسان لأن يؤخّرا زواجهما والانتقال إلى منزلهما، بسبب قدرة وفيق الشرائية التي تراجعت مقابل ارتفاع الأسعار، كما حال جميع اللبنانيين. لكنّه يحمد الله أنّه لم يتزوّج وهو "مكسور"، وجهد ما بوسعه وأجّل زواجه كي يسدّد ديونه التي استدانها لتجهيز المنزل.
وعندما أراد العروسان الانتقال إلى منزلهما الزوجي، وتخليد هذه الذكرى، استأجرت سمر فستان زفاف بـ مليون ليرة، و"كان هذا أقلّ سعر في السوق"، ودفعت ثمن المكياج 850 ألف ليرة، واكتفت بجلسة التصوير التي كلّفتها 850 ألف ليرة، من دون إقامة أي حفلة أو تجمع.
لقراءة المقال كاملاً: فرح نصور- "النهار"
تغطية مباشرة
-
منسق الأمم المتحدة في اليمن: إذا عطل ميناء الحديدة فسنرى تدهورا شديدا في الوضع الإنساني في اليمن
-
مسؤولان لبنانيان لـ"رويترز": رفعت الأسد عم الرئيس السابق بشار الأسد غادر بيروت إلى دبي
-
بالفيديو/ قبريخا ترحب بكم.. اللافتة المسروقة رجعت و"غصبا عنن"! تتمة...
-
بلدية قبريخا: وضعنا لافتة جديدة مكان التي اقتلعها العدو في رسالة تمسك بالأرض وتحدٍّ تتمة...