تاكسي مجانًا مع "َضيافة".. الشاب علي حوماني يعرض "توصيلة" لمن يريد أثناء تنقله من وإلى عمله!

هل سمعتم يوماً بـ "تاكسي مجاناً"؟ على الأرجح لا.. وخصوصاً في بلد بات كل شيء فيه يسّعر بالدولار، وبالكاد "راضيين". لكن هذه المبادرة حقيقية وبدأت قبل أشهر بشكل خجول، مع ارتفاع أسعار المحروقات بشكل جنوني و"انعدام" قدرة المواطن الشرائية. فقد نشر عدة أشخاص عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي استعدادهم لنقل أي شخص مع تنقلاتهم اليومية مجاناً.

واحد من هؤلاء الأشخاص كان علي عبدالله حوماني، الإعلامي الشاب ابن بلدة حاروف، حيث بدأ منذ حوالى الشهر والنصف بالإعلان عبر صفحته على "فايسبوك" أنّه سيتوجه إلى بيروت من النبطية وهو على استعداد أن يصطحب معه أي شخص.

ما كان لافتاً في مبادرة علي، أنّها استمرت ولم تتوقف بعد يومين أو ثلاثة، بل ثابر حيث بات مقصد الكثيرين، ممن أصبحت كلفة النقل تقف عائقًا بينهم وبين أعمالهم وأحلامهم.

وفي حديث مع موقع بنت جبيل، يشيرعلي أنّه انتقل حديثاً للسكن في النبطية، وبما أنّ عمله في بيروت ويضطر للانتقال عدة أيام في الاسبوع، فلم يجد ما يمنعه من اصطحاب أشخاص معه، وبذلك "يكسب الأجر" دون تعب.

ويؤكد أنّ بعد التفاعل مع منشوراته، بادر أكثر من شخص للقيام بنفس مبادرته.

وما يثير الدهشة لأول "وهلة" في منشوراته، أنّه يشير أنّ هناك "ضيافة" بالإضافة إلى التوصيل مجاناً. وعن هذه الفكرة، شرح علي أنّه عندما كان يحاول أن يقدم شيء لمن يرافقونه، فإنهم يشعرون بالخجل، "بكفي عم توصلنا بدك تضيفنا كمان"، فهكذا يكون قد "شارطهم" قبل، بحسب تعبيره.

ولفت علي في حديثه أنه بعد انتشار مبادرته بشكل كبير مؤخراً، طلب منه شخص نقل "حليب أطفال" من النبطية لأشخاص في بيروت، ويضيف "هنا يكتمل أجر فكرة التبرع أو تأمين الحليب، فهؤلاء بالطبع بحاجة لنقل مجاني".

كثر اليوم من يتنقلون يومياً، ولكن قلة من يفكرون بغيرهم. فالسيارة "عم تمشي وما بدها حدا يدفشها دفشة"، وعلى العكس تماماً فإنّها وسيلة لخدمة الآخرين دون مجهود، و"ونس" على الطريق.

لو أنّ مبادرة علي شاعت في كل المناطق، لما فقد أحدهم عمله وآخر حلمه وغيرهم مشواره التعليمي. ففي ظل غياب الدولة عن السمع و"الوعي" والنقل، لم يبق إلا "الناس لبعضها".

(زينب بزي - بنت جبيل.أورغ)

---