لبنان: 96171010310+     ديربورن: 13137751171+ | 13136996923+
11,581 مشاهدة
A+ A-

ترجل عن صهوة العمر باكراً، بينما كان يحمل في زاده الكثير من الإيمان والمحبة ليتلوها على القلوب التي اعتادت حضورَه وألفت فكره. حمل ما زرعه في كل خطوة ومشى مطمئناً ليقطف ما جناه طيلة أيامه وساعاته.
أمس غادرنا السيد علي عبد اللطيف فضل الله إثر عارض صحي مفاجئ، آخر الطيبين والعلماء الذين أفنوا حياتهم في خدمة الفقراء والمحتاجين ووقفوا ضد الاحتلال والظلم والفساد.
بين بيوت بنت جبيل وحارات عيناثا وثنايا جبل عامل الذي أحب، قضى الراحل عمره ينشر ما تيسر من المحبة، يسمع الناس بكل صبر وحرص ويجند طاقاتَه في خدمتهم ويعطف عليهم بغيرة ومسؤولية،
وكأنه الأب الحنون الذي أخذ من خطى المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله طريقاً له. بمأتم يليق برسالته ودّعته عيناثا التي لم يكن إماماً يؤمن لها فقط، بل أنساً يضيء وحشة لياليها،
فاجتمع الأحبة وكل من نهل من علمه ليلقي السلام الأخير.
كان مثالاً لرجل الدين المنفتح والمعتدل، بعيدًا كل البعد عن التعصّب، فجمع الصغير والكبير حوله، ليعطيهم ما سعى وجنى قبل أن يصير الغياب قدراً لا مفر منه.. وأمناً يسكنه وهو الذي عاش حياته ميقناً أن الدار الآخرة خيرٌ من الاولى.
لم يخف من كلمة الحق في وجه سلطان جائر، فكلما اعتلى المنبر صرخ بصلابة وجرأة.

هنا في ثرى عيناثا بنى السيد اليوم بيتاً له، وبإيمانه سيضيء ظلمته.. وفي حياته كما في مماته لن يغلق بابه بوجه أحد، سيبقى الحارس لقلوب الأنقياء وراحة المتعبين وعالماً لمن أراد أن ينهل من علمه المزيد، هنا عاش وسيبقى.

ونعاه مدير ومؤسس موقع بنت جبيل الأستاذ حسن بيضون كاتبًا بالقول: ‎برحيل سماحة السيد علي عبد اللطيف فضل الله يفتقد لبنان رجلاً من رجال الإعتدال والانفتاح، كان رحمه الله الُمحبط الدائم من الطبقة السياسية الفاسدة والمنادي بحقوق الناس، والثائر على الظلم والاحتلال.
السيد علي عبد اللطيف فضل الله الذي لطالما زار موقع بنت جبيل وحمّلنا الكثير من الامانة في رسالة الاعلام الملتزم والشفاف والموضوعي.. سنحمله اليوم على اكتافنا كما حملنا الوطن الممزق بانياب حكامه.
وكأنه شبيه لبناننا المطعون بالخيبات والذي صادف فيه المسرات حيناً، والحسرات في الكثير من الاحيان.. انت يا سيد لا ينفذ رصيدك من الحب، والتقريب والتسامح، والوضوح الجريء، وحقيقة الكلمة حتى اخر الشوط قبل رحيلك.. نم في ثراك مرتاح الضمير، مؤدياً واجباتك الدينية والوطنية، فنحن الذين لم نشبع من معينك ومن فكرك الواعظ، ومن خميرتك النادرة والطيبة.. وفي غيابك سيكون الوطن الذي نحلم به ابعد، لانك انت لست فيه.

 


تغطية مباشرة آخر الأخبار

  • الجيش: استهداف العدو الإسرائيلي آليتين عسكريتين للجيش تتمة...
  • مستشفى إيخيلوف في تل أبيب: استقبلنا 3 جنود من الجيش الإسرائيلي بعد إصابتهم في المعارك عند الحدود الشمالية مع لبنا
  • غانتس: يجب أن تستمر العملية البرية في لبنان وتتوسع حتى يعود سكان الشمال ولا يضطروا إلى الإخلاء مرة أخرى
  • "جيروزاليم بوست": غادر 40,600 شخص من "إسرائيل" خلال هذا العام