كتبت ربيكا سليمان تحت عنوان "ملايين تُداس بعجلات السيارات!":فيما تُشحذ الهمم وتُطلق المواقف الحاسمة الرنانة لمكافحة الفساد، تظلّ "حنفيات" الأموال المهدورة مفتوحة على مصراعيها. أبسط مثال على ذلك: زحمة السير! فمن يظنّ أنّ اصطفاف السيارات في طوابير في معظم الأوقات من اليوم ليس إلا حرق أعصاب وحناجر اعتادت الأنين، لهو مخطئ! إنه ملف يكبّد الدولة خسائر بالملايين، بل بالتحديد حوالى ملياري دولار، وهو الرقم الذي أفضت إليه دراسة أعدّها البروفيسور في علم الاقتصاد جاسم عجاقة في العام 2016.
في حديث لـ "لبنان24" يشرح عجاقة أنّ مرور عامين على الدراسة لا يغيّر كثيراً في الرقم الصادم، رغم دخول حوالى 50 ألف سيارة جديدة سنوياً إلى لبنان. "هامش الخطأ في هذه التقديرات يبقى ضمن المعقول. الأكيد أنّ الدولة تتكبد خسائر مالية جرّاء زحمة السير المتفاقمة، وهي تلامس الملياري دولار".
كيف ذلك؟!
يلفت عجاقة إلى وجود نوعين من الزحمة المرورية في لبنان: الهيكلية (ومرّدها إلى البنية التحتية وعدم قدرة الطرقات على استيعاب أعداد السيارات) والحدثية (الناجمة من ظروف طارئة كوقوع حادث سير أو إغلاق الطريق لدى زيارة مسؤول لبنان أو مرور موكب سياسي…).
وفي المعطيات والتقديرات أنّ 85% من زحمة السير اليومية تُسجّل في منطقة بيروت وجبل لبنان. وبحسب الدراسة أيضاً ثمة 300 ألف سيارة تدخل من الباب الشمالي لبيروت، و200 ألف سيارة تدخل من الباب الجنوبي، و50 ألف سيارة تدخل من باب بعبدا (مع ازدياد ملحوظ في فصل الصيف). ويقول عجاقة أنّ الزحمة تكون في ذروتها في توقيتين: الصباح منذ السادسة ولغاية العاشرة، وبعد الظهر منذ الرابعة ولغاية الثامنة.
ولا يخفي عجاقة دخول حوالى 50 ألف سيارة جديدة سنوياً إلى لبنان، مشيراً إلى أنّ ظروف الحياة السائدة في لبنان بما فيها الأوضاع المعيشية باتت تحتّم على المواطن اللبناني أن يعمل في أكثر من وظيفة، وهو بحاجة تالياً إلى التنقل في خلال النهار ما يضعه في حاجة إلى سيارة يقودها بمفرده لا سيّما في ظلّ غياب وسائل النقل العام المختلفة. أضف إلى ذلك، الجانب الثقافي في الموضوع، إذ يلاحظ ميل الشباب إلى شراء سيارة فور التخرّج في الجامعة، وكأن هذا الأمر من أساسيات الحياة.
فماذا في التداعيات؟ وكيف تؤدي زحمة السير إلى خسائر تضرب الاقتصاد اللبناني؟!
"الرقم الذي خلصت إليه ليس من عبث، أو مجرد تنظير وأوهام"، يقول عجاقة.
يتحدث هنا عن تكاليف وتفاصيل قد لا تخطر على بال إلا الاقتصاديين! فمثلاً، كلفة البنزين التي يتكبدها المواطن جرّاء التوّقف المستمرّ بسبب الازدحام المروري يصل مجموعها إلى 126000000 د.أ في السنة. وبحسب عجاقة، يمخيل اللبنانيون إلى اقتناء السيارات الكبيرة التي تستهلك الكثير من المحروقات.
وبرأيه، فإن مجرد الجلوس وراء المقود وتشغيل السيارة والسير بها على الطريق، يعني حكماً تكبد تكاليف الصيانة وهي تُقدّر بـ 7500000 د. أ. أكثر من ذلك، فإن إمكانية تعرّض المواطن إلى حادث بالسيارة تبدو جليّة بمجرد التواجد على الطرقات، وهذا يعني تكاليف إضافية لتصليح المركبة وزيادة الكلفة على شركات التأمين وبالتالي المواطن، وهو ما يقدّر بـ 120000000 د. أ.
وبحسب علم الاقتصاد، فإن الخسائر الناجمة من وفاة شخص جرّاء حادث سير تُحتسب بناء على الإنتاجية التي كان يمكن أن يقدمها في حال بقي حيّاً لعشر سنوات مثلاً!
وتنسحب التداعيات أيضاً على وقت العمل وإنتاجية المواطن. فمن المعروف أن زحمة السير قد تؤخر العامل عن دوام عمله ويمكن أن يُحسم من راتبه مبلغ، الأمر الذي يساهم في تقليل استهلاكه وبالتالي ضرب الناتج المحليّ. هذا الرقم يُقدّر بـ 390000000 د. أ سنوياً!
وعلى صعيد الشركات، فإن قلّة الإنتاج تؤدي إلى قلّة وقت العمل (خسائر بـ 500000000د. أ) وبالتالي تخفيض المبيعات، ما قد يعوق البدء باستثمارات جديدة أو توظيف عاملين جدد (أي رفع نسبة البطالة)، وهذه الخسائر تقدر بـ 750000000 د.أ. وهو نقص في الناتج المحلي الإجمالي.
هذا ليس كلّ شيء. بحسب دراسة عجاقة، تؤخذ بعين الاعتبار تداعيات أخرى قد تبدو غير ملموسة لكنّ واقعها كبير. يتحدث مثلاً عن الأمراض النفسية والجسدية التي تسببها زحمة السير والتي تؤدي إلى قلّة الإنتاج ورفع الفاتورة الصحية بما يوازي خسائر تقدر بـ 30000000 د.أ.
لقراءة المقال كاملاً: إضغط هنا
المصدر:ربيكا سليمان-لبنان24
تغطية مباشرة
-
"القوات الإسرائيلية" تقطع طريق عام بنت جبيل- عيترون بمكعبات إسمنتية بعد قطعها سابقاً بسواتر ترابية
-
ترمب: سأوقف الفوضى في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا وسأمنع اندلاع الحرب العالمية الثالثة
-
ترمب: سأوجه الجيش لإنشاء منظومة القبة الحديدية لحماية سماء الولايات المتحدة
-
ترمب: سنتوقف عن الدخول في الحروب الخارجية التي دخلتها الولايات المتحدة "بشكل سخيف"