لبنان: 96171010310+     ديربورن: 13137751171+ | 13136996923+
5,285 مشاهدة
A+ A-

منذ ولادة الشقيقتين جمالات وسعاد تتشاركان كل شيء، الحزن والفرح والأزمات والزيارات وغيرها، كانت بينهما 3 سنوات ولكن من يراهما يظن للوهلة الأولى أن السيدتين توأم، فعندما وصفت الحاجة سعاد شقيقتها جمالات، قالت عنها: ضهري وعكازي وسندي وعيني اللي بشوف بيها عشان كبرت ومبقتش أشوف.

فريضة الحج

ومثلما تشاركتا كل شيء، جاء وقت الذهاب إلى مكة لأداء فريضة الحج، بعد أن نجحتا في ادخار المبلغ بـ دفتر التوفير منذ عام 2002، حيث كانت الأختان تخططان للسفر إلى مكة منذ أكثر من 20 عاما، وعلى الرغم من عدم وقوع الاختيار عليهما بالقُرعة، إلا أن الحظ حالفهما أيضًا معًا، وتخلّف اثنان عن موعد الذهاب، لتحظى جمالات وشقيقتها سعاد بمقعدي الحج.

وتروي الحاجة سعاد خلال حديثها لـ القاهرة 24، اللحظات الأخيرة في حياة شقيقتها جمالات التي فارقتها في أرض مكة، كيف تسير الحياة هناك من غيرها، والغصة التي تشعر بها، كلما تمددت على السرير التي توفُيت عليه رفيقة دربها.

سعاد هي الأخت الكبرى التي تحملت آلام فراق كافة أحبائها، جعل من الصعب عليها مداواة ندبات قلبها، فلم تولد يتيمة الأب فقط، بل شاهدت وفاة أمها وزوجها وكافة أشقائها، والذي كانت آخرهم جمالات، تلك الشقيقة التي رقصت معها الأسبوع الماضي على الطبل والزمر، لأنهما ذاهبتين معًا لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم.

كان الجميع يوصي الحاجة جمالات على شقيقتها الكبيرة سعاد، نظرًا لأنها الأكبر سنًا، وتعاني من بعض الأمراض، فكانت جمالات هي من تساعدها على الحركة، حتى أنها فقدت بصرها بسبب السن، لذلك شقيقتها كانت عيناها في الحرم.

وفاة في مكة

أنا طلعت الحج عشان جمالات معايا، وكانوا بيوصوها عليا عشان أنا المريضة، وسبحان الله ربنا اختارها هي.. بهذه العبارة بدأت الحاجة سعاد حديثها عن وفاة شقيقتها، والتي لم تشكُ من أي شيء قبل وفاتها، فكانت طبيعية تمامًا، حيث توفيت وهي نائمة بجانبها على السرير، وذلك في اليوم الخامس من زيارة مكة، وأداء العمرة.

بمجرد أن شعرت الحاجة سعاد أن جمالات لن تفيق، اضطرت إلى إخبار المختصين، الذين أكدوا وفاتها واتخذوا كافة الإجراءات للصلاة عليها والدفن هناك، ولكن بينما كانت تسير الأمور المعتادة، ظلت سعاد تقف مكانها، لم تتقبل وفاة أختها، حتى أن الناس من حولها فشلوا في السيطرة عليها.

بين الصلاة والمهدئات، تسير أيام الحاجة سعاد في مكة، لم تُصدق حتى الآن أنها أصبحت وحيدة، وستعود إلى مصر دون رفيقة دربها، حتى أنها امتنعت عن الطعام والشراب، قائلة: مش هاكل غير أما أختي تيجي، أنا بعمل كل حاجة معاها ومش هاكل من غيرها.

في بادئ الأمر رفضت سعاد تكملة فريضة الحج، لم تستطع أن تتمالك أعصابها أو تجد من يهون عليها حزنها على فراق شقيقتها جمالات، التي كانت حريصة على لم شمل العائلة، والتي أوصت الجميع قبل سفرها: لو مُت هناك اوعوا تجيبوني.. سيبوني هناك حتى لو معاكم فلوس.


تغطية مباشرة آخر الأخبار

  • 7 شهداء و26 جريحا في الغارات على عين بعال وباتوليه وصور تتمة...
  • غارة على مدينة صور استهدفت موقف السيارات مقابل مصرف لبنان ومعلومات عن وقوع إصابات
  • وزارة الصحة اللبنانية: 8 شهــ و9 مصابين في حصيلة أولية لغارة إسرائيلية على بلدة شمسطار شرقي البلاد
  • الطيران الحربي يخرق جدار الصوت فوق بعض المناطق اللبنانية