لبنان: 96171010310+     ديربورن: 13137751171+ | 13136996923+
10,865 مشاهدة
A+ A-

غفَت أميرةُ البيادرِ ورفيقةُ السماقِ وغارسةُ التبغِ.. مسحَت جبينَها المندّى بعشقِ الأرضِ وضمَّت أوتارَ صوتِها وبُحّتَه. اليومَ أطفأَت الحاجةُ نايفة سعد ابنةُ عيتا الجبل ديارَها لتستريحَ إلى الأبد.

‎ترجلَت بعدَ 95 سنةٍ، أمضتْها وهي تكتسبُ من سُمرةِ المواسمِ وتعكسُ التعبَ على انحناءةِ ظهرِها.

‎هي حارسةُ البلابلِ على الزنزلخت، هي التي كان يفوحُ عبقُ الطيونِ من كُمّيْ ثوبِها.
‎عجت الدارُ بغصّاتِ الوداعِ، جميعُ من أحبَّ أم حسين أتى ليذرفَ سلامَه الأخير. وليس من عادةِ ام حسين أن تبارحَ المكانَ هنا، فقد تشبثَت بضيعتِها حتى ايامَ الإحتلالِ، صمدَت تسندُ جدرانَ بيتِها متمحلةً أسوأَ أيامِ القصفِ الإسرائيلي، وفقدَت بيتَها مرتان.

‎​ وفي زمنِ التعبِ والجمالِ الماضي، جسدَت دورَ المرأةِ الجنوبيةِ القويةِ ملاحقةً مواسمَ الزرعِ والقطافِ والتحطيب.. لم تتأخرْ يومًا عن زراعةِ القمح، وزراعةِ الدخانِ وقطفِ الزيتون. وهنا حفظَ "كرم العجوز" والوادي و"كرم عباس" ممشاها. وتشهدُ "عين الطيطة" كم مرةً سارَت بالجرارِ لتملأَها وتعودَ بالماء. خاوَت أرضَها وكأنَّها مجبولةٌ بالهمة.

‎ستشتاقُ الديارُ لصاحبةِ الخدودِ الورديةِ، نوّارةُ الليالي التي آنسَت أجيالًا بضحكاتِها وحكاياها على أبوابِ الليل.

‎فقد كرسَّت عمرَها لتربيةِ عائلتِها الكبيرة، وذهّبَتها بالودِ والإلفةِ من الأبناءِ إلى الأحفادِ بقيَت منبتَ الوصالِ حتى آخرِ ايامِها. هنا باتَت الأماكنُ تسكنُها وحشةُ الغياب، بعدما كانت محطَّ الأنس.

‎أوصَت من حولَها أن يبقوا أقوياءَ ويحرسُوا الارضَ ويأكلوا من تعبِ سواعدِهم ورحلَت على أجنحةِ اليمام.
 


تغطية مباشرة آخر الأخبار

  • قاضي محكمة شحيم يكشف تفاصيل مقتل رحال.. الجريمة حصلت خارج المحكمة والزوج هدد الناطور وفر! تتمة...
  • منسق الأمم المتحدة في اليمن: إذا عطل ميناء الحديدة فسنرى تدهورا شديدا في الوضع الإنساني في اليمن
  • مسؤولان لبنانيان لـ"رويترز": رفعت الأسد عم الرئيس السابق بشار الأسد غادر بيروت إلى دبي
  • بالفيديو/ قبريخا ترحب بكم.. اللافتة المسروقة رجعت و"غصبا عنن"! تتمة...