كتبت "إيناس عبد الوهاب" في "بي بي سي نيوز عربي":
"هل تعرفين كم شاب اسمه هشام قتل في غزة؟"، بهذه الكلمات بدأ هشام عورتاني حديثه معي.
هشام هو أحد الشبان الفلسطينيين الثلاثة الذين تعرضوا لإطلاق نار في أحد شوارع مدينة بيرلنغتون بولاية فيرمونت الأمريكية بينما كان اثنان منهم يرتديان الكوفية الفلسطينية.
إصابة هشام كانت الأعنف، إذ استقرت الرصاصة التي أصابته قرب عموده الفقري. وبعد تجاوزه مرحلة الخطر، يستعد الآن لرحلة علاج طويلة، يأمل في نهايتها أن يستعيد قدرته على المشي بعد أن فقدها تماما، كما أخبرني هو ووالده.
أما صديقاه، فقد غادرا المستشفى بعد استقرار حالتهما. تحسين أحمد كان قد أصيب برصاصة في صدره، وكنان عبد الحميد أصيب من الخلف لدى محاولته الهرب من مطلق النار.
يوم الحادث
كان أصدقاء الطفولة الثلاثة - وتبلغ أعمارهم 20 عاما - في زيارة لجدة هشام حين تعرضوا لإطلاق النار قرب منزلها.
يقول هشام: "بعد حضورنا حفل عيد ميلاد ابن خالي التوأم في منزل جدتي، ذهبنا نتمشى في شارع قريب كنا قد اعتدنا السير فيه خلال عطلتنا. وإذ برجل يخرج من منزله ويمشي باتجاهنا، ثم يطلق علينا النار من مسافة مترين، دون أن يتفوه بكلمة واحدة".
ألقت الشرطة القبض على مشتبه به، هو جيسون إيتون (48 عاما) الذي يسكن قرب منزل جدة هشام في مدينة برلنغتون. وأمام المحكمة، نفى المشتبه به تهم محاولة القتل، غير أن الشرطة تحقق في احتمال كون الحادث "جريمة كراهية".
حرب غزة
منذ بداية الحرب الحالية على غزة ، تحدثت تقارير عن ارتفاع وتيرة حوادث "الإسلاموفوبيا" أو "معاداة المسلمين" في الولايات المتحدة، ويعتقد أن من بينها حادثة قتل وديع الفيومي الطفل الفلسطيني البالغ من العمر ست سنوات، في جنوب غربي مدينة شيكاغو، الذي قُتل على يد مالك المنزل الذي يقطن فيه، في بداية الحرب على غزة.
وترجح عائلات الشبان الثلاثة أنهم استُهدفوا بسبب هويتهم الفلسطينية، إذ كانوا يتحدثون العربية حين أطلق النار عليهم وكان اثنان منهما -هما هشام وتحسين- يرتديان الكوفية الفلسطينية.
كشاب من أصول فلسطينية يعيش في الولايات المتحدة، يقول هشام إنه كان يشعر بشيء من القلق منذ بداية حرب غزة، غير أن أقصى ما كان يتصوره هو أن يوجه له شخص كلاما مزعجا بسبب ارتدائه الكوفية الفلسطينية، أو مشاركته في تجمع لدعم الفلسطينيين، وهو ما حدث لأصدقائه، بحسب ما يقول. أما أن يصل الأمر لهذه النتيجة، فلم يخطر بباله قط.
غادر هشام المستشفى الذي نقل إليه فور إصابته، ليستكمل علاجه في مركز للتأهيل.
حين سألته عن وضعه الصحي حاليا، أخبرني أن إصابته بالعمود الفقري أفقدته القدرة على تحريك ساقيه، لكنه يستطيع الشعور بهما. وأضاف: "أمامي الآن رحلة طويلة من العلاج، ولا أدري إن كنت مفرطا في التفاؤل لكنني آمل في أن أتمكن من استئناف دراستي الفصل القادم".
تغطية مباشرة
-
رجي من القاهرة: سياسة الحكومة ترتكز على فرض سيادتها وحصر السلاح بيدها واسرائيل تصر على تقويض اتفاق وقف الاعمال العدائية تتمة...
-
حظر شامل على جماعة الإخوان في الأردن
-
بالفيديو/ محمود عباس يخرج عن السيطرة: يا ولاد الكلب سلموا الاسرى وسدوا ذرائعهم وخلصونا تتمة...
-
بالفيديو/ مشاهد لموجة الرمال والغبار التي تسيطر على الأجواء في لبنان تتمة...