تكادُ الحاجةُ سلوى عبد اللطيف زين بزي "أم هيثم" تكونُ من أكثرِ الأمهاتِ اللواتي عايشن القهرَ والفراقَ والألمَ وظلمتْها الحروبُ في عزِّ صباها... لترحلَ اليومَ هذه الأمُ الصابرةُ وهي في نزوحِها القسريِّ عن بيتِها في بنت جبيل بسببِ الحربِ الدائرة.
في يوم ِ وداعِها كان لا بدَّ أن نرويَ قصتَها المأساويةَ التي كانَ لموقعِ بنت جبيل ان وثقَها والتي فيها من "التراجيديا" ما يكفي ليؤلفَ كتابًا عن المأساةِ والحربِ في لبنانَ.
كانت "أم هيثم" تشرقُ في حياتِها البسيطة حتى جاءَ ذلك الوحشُ الغادرُ في أحدِ نهاراتِ شهر رمضان عام 1984 والذي أُطلقت فيه قذيفةٌ غادرةٌ على منزلِها في الرملِ العالي بقسوةٍ وإجرامٍ لم يعهدْهما أحدٌ من قبل. حيثُ لا يمكنُ لعينٍ أن تتحملَ ما رأتْه.. فأمُّ هيثم رأت زوجَها وأطفالَها الثلاثة مطروحين مضرجين بدمائِهم واستشهدوا أمامَها واحدًا تلوَ الاخر... يومَها حملتهم "أم هيثم" بالنعوشِ إلى بنت جبيل وهناك أودعَتهم الترابَ إلى الأبدِ وبقيَت في حضنِ ابنِها وبناتِها الناجينَ من المجزرة وبقايا ذكرياتِها عبارةٌ عن حزنٍ وايامٍ حالكةٍ وقلبٍ ينزفُ صبرًا، وجسدٍ يتآكلُ من تعبِ الأمراضِ والقهرِ.
اليوم َ ودعَتْها بنت جبيل أمًّا صابرةً محتسبةً على وجعِ فقدٍ لا يشبهُ غيرَه.
تغطية مباشرة
-
بالفيديو والصور/ سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت صور تتمة...
-
تهديد إسرائيلي إلى سكان القرى والبلدات التالية: المنصوري، اسكندرونة، مجدل زون، مزرعة بيوت السياد، الحوش
-
حركة نزوح ملحوظة من عين الرمانة بعد التهديد الاسرائيلي بقصف مبنى مجاورًا في الشياح
-
بنت جبيل تزف ابنها الشهيد عباس احسان عبد الله وهو من سكان بلدة معركة تتمة...