علي منصور - بنت جبيل.أورغ
بعد الهزيمة النكراء التي تعرض لها الحزب الديمقراطي في الإنتخابات الرئاسية الاميركية بفعل اداء الرئيس جو بايدن وفشل إدارته في تحقيق أي إنجاز يساعد نائبته هاريس لتحقيق بعض التقدم ، سيسعى بايدن لتحقيق ما يمكن اعتباره إنجازا يخرج به من البيت الأبيض على صعيد وقف الحرب على غزّة ولبنان .السؤال الذي يحتاج لإجابة هو ما الذي سيدفع نتنياهو للاستجابة لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية ؟
على الضفة الأخرى للرئاسة يقف ترامب متسلحاً بفائض النصر الذي حققه ، ويريد أن يعطي انطباعاً أولياً عن كونه الرجل الذي يفي بوعوده الإنتخابية . وليس هناك شيئا من كل وعوده التي اطلقها قابل للتحقق في فترة ما قبل دخوله البيت الأبيض في عشرين كانون الثاني من العام القادم سوى وقف الحرب على لبنان . فالحرب الروسية -الأوكرانية معقدة وتحتاج إلى مقاربات أشمل وأوسع وتنسيق مع أوروبا وحلف الناتو ، ولا يمكن مقاربتها والتعامل معها بطريقة الحرب على لبنان . وتختلف رؤية ترامب في مقاربة الحرب المعلنة على كل من لبنان وفلسطين، فهو يعتبر أنّ ما قام به بن يامين نتيناهو في غزّة هو ضرورة من أجل خنق القضية الفلسطينية والقضاء على المقاومة المسلحة كي تصبح غزّة أو ما تبقى منها على سنّة ومنهاج الضفة الغربية. وهو لا يعتبر فلسطين دولة ذات سيادة وحدود ، وبالتالي فهي قابلة للقضم والهضم وإعادة الترتيب بما يرضي حليفه نتنياهو ، لذلك فهو نبّه الأخير منذ أشهر على ضرورة حسم الوضع في غزّة قبل دخوله البيت الأبيض ، لأنه لا يريد لعهده أن يتلطخ ببدايته بصور الحرب، بالرغم من أن الإنطباع السائد بأنه رجل السلام الذي استطاع أن يرسّخه عند الجمهور هو انطباع غير دقيق ، فترامب سيخوض الحرب التي تخدم مشروعه ومصالحه . فحرب اليمن مثلاً ، لم يوقفها، لا بل دعمها واستمرت طيلة أربع سنوات من عهده. كذلك الحرب في سوريا استمرّت طيلة عهده ، من دون أن ننسى بأنه نكص وعده الإنتخابي بالإنسحاب من سوريا . إلاّ أن لبنان استطاع أن يحتلّ حيزاً مهماً في الانتخابات الرئاسية عند ترامب الذي خصّ لبنان برسالة شخصية منه تتحدث عن وقف الحرب وإعادة الإعمار وذلك في خضمّ المعركة الإنتخابية المحتدمة مع منافسته كامالا هاريس سعياً لاستقطاب الصوت العربي وتحديدا الصوت اللبناني المتمركز في ولاية ميشيغن. لكنّ الرسالة لم تتطرق إلى آلية لوقف الحرب ولم تذكر مثلاً تنفيذ القرار ١٧٠١ كأساس لوقف الحرب ،مما يبقيها عرضة للضياع في التفاصيل الكبيرة والصغيرة . في نفس الوقت ، يعتبر ترامب بأنّ إسرائيل حققت الكثير من الإنجازات الميدانية في لبنان ، ما يمكنّها من الإنتقال إلى مرحلة الإستثمار لتصريفها في البورصة السياسية ، وهو الأمر الذي بدأت الصحافة الإسرائيلية بالحديث عنه نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين . ولعلّ إقالة وزير الدفاع غالانت أتت في هذا السياق الذي أراده نتنياهو أن ينطبع بصورته لوحده دون أن يشاركه به أحد . إلاّ أنه ما يتم الحديث عنه لا يعني بالضرورة وقف الحرب بقدر ما هو وقف لإطلاق النار سيستمر لفترة قد تطول في ظلّ الإحتلال الإسرائيلي لمناطق واسعة بمحاذاة الخط الأزرق من مزارع شبعا وحتى رأس الناقورة ، حيث سيتمّ التفاوض على الصيغة النهائية لاتفاقية وقف الحرب مع سعي أميركي لتحقيق مكاسب سياسية على رأسها انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية وتعيين بديلا له على رأس المؤسسة العسكرية . وهنا تكمن شياطين التفاصيل وتكمن الأسئلة الكثيرة عن حقيقة الوعد "الترامبي" وعن شروطه ومتطلباته اللبنانية. فهل هو وعد بوقف الحرب شرطه الإستسلام والتسليم ؟ أم أنه وعد بوقف الحرب يحفظ للبنان أرضه وقوته ووحدته وسيادته ؟
في ظلّ الغزل المستجد بين الرئيسين ، تتقاطع مصلحة بايدن الراحل مع مصلحة ترامب القادم - وكلّ له دوافعه واعتباراته- لوقف الحرب على لبنان وتسجيل إنجاز أخِر وأخير لبايدن يودع فيه عهده ، وأول لترامب يفتتح به عهده . علماً ان الأخير عيّن الدكتور مسعد بولس مبعوثه للتفاوض مع لبنان لإيقاف الحرب ، ومن المنتظر أن يتوجه بولس إلى لبنان في الأيام القليلة المقبلة وربما يرافق آموس هوكشتين في مهمته إذا ما زار لبنان لبدء بالتفاوض . ومن المفترض ان يُنسّق الموفدان جهودهما في لبنان ، لأننا سنكون أمام سابقة لافتة جداً تعيد لبنان إلى التفاوض المباشر مع إسرائيل بشكل غير مباشر : آموس هوكشتين الإسرائيلي المولد والمنشأ مع مسعد بولس اللبناني المولد والمنشأ أيضا .
تغطية مباشرة
-
الحزب: شنينا هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين، وأصابت أهدافها بدقة.
-
غارة اسرائيلية استهدفت منزلاً في حي الضهرة في بلدة جون منذ بعض الوقت، مما أدى إلى تضرر شبكات التوتر العالي والمتوسط العائدة للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، وخروج معمل جون (شارل حلو) عن الخدمة مؤقتا. وتضرر الخط رقم 2 مباشرة الذي يغذي منطقة الشوف مما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن بعض البلدات.
-
الحزب يعلن شنّ هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة لوجستية للفرقة 146 (شمال بلدة الشيخ دنون) شرقي مدينة نهاريا، وأصابت أهدافها بدقّة.
-
غارات استهدفت مدينة بنت جبيل وبلدات مجدل زون وعيناثا وبين قانا وصديقين وعربصاليم