اليومَ ترفعُ بلدةُ الطيري هامتَها عاليًا.. تشمخُ، وتحنو بأشجارِها على أجسادٍ صانَتِ الحقَّ بدمِها.
اليومَ تصطفُّ النعوشُ لتُسقى بالوردِ والحبِّ في مراسمِ الوداعِ الأخير. اليومَ تقرأُ العيونُ بفيضِ دمعِها السلامَ الأبديَّ.
هنا ضجَّتِ الأرضُ بزفةِ السعداء.. بينَ أمٍ اعتادَت أن تحصّنَ ابنَها من كلِّ مكروهٍ، وقفَت كعادتِها ترمي فرطَ حنانِها ودعواتِها على النعشِ، وأبٍ يداري دمعَ الشوقِ، وزوجةٍ وصغارٍ يودعون بطلَهم.
حضنَ الموكبُ الشهيدَ محمد صبحي شعيتو شقيقِ الزميل علي شعيتو. البطلُ الخلوقُ، الذي لا يجيدُ إلا الإبتسامَ لغةً للتواصل. تشهدُ له الطيري أنه عاشَ عمرَه خدوماً محبًا لأهلِ ضيعتِه. ودعتْه العائلةُ ولم تغلقْ بابَ الوداع، فمحمد ينتظرُ جثمانَ شقيقِه صلاح.. وقد تعاهدَ الشقيقانِ على المضيِّ معًا نحوَ أرفعِ درجاتِ الخلود.
هنا سيفتقدُ الطلابُ أستاذَهم المربي فخري محمد عطوي هادئ الطباع، الذي ما حملَ مسؤوليةً إلا وأداها بإتقانٍ.
وعلى خطى المربي الأبِ مضى ابنُه حسن الذي ارتقى معه وهو الوارثُ لكلِّ خصالِه الحسنةِ. كان الناجحُ في مجالِه في علوم الكومبيوتر والقائدُ الكشفيّ الذي ربى أجيالا ولم تردعْه إصابتُه أولَ الحربِ عن الميدان.. فواصلَ حتى نالَ ما أرادَ.
والورودُ غمرَت نعشَ الشهيد عباس يحيى شعيتو، المؤمنُ الخلوقُ وهو الكادُّ المكافحُ في سبيلِ لقمةِ العيش.
ولا تهدأُ الدموعُ لذكرِ السعيدِ حسن موسى شعيتو الابنُ البار والأبُ الحنون. المجتهدُ الذي نالَ شهادةَ الماجيستر في الكيمياء ثم شهادةَ الهندسة والدكتوراه في علومِ الأرض أبى إلا أن ينالَ شهادةً أسمى وأرفعَ فبذلَ نفسَه وارتقى على طريقِ الحق.
لمثلِ هؤلاء يغدو الشوقُ حراقًا للعيونِ، ولا شيءَ يكفكفُه سوى أنّهم فازوا وسُعِدوا بأحسنَ الختامِ.
تقرير داليا بوصي - تصوير ومونتاج حسين بزي
تغطية مباشرة
-
السفارة السورية في بيروت تعلن عن "استئناف العمل في القسم القنصلي اعتبارًا من يوم الثلاثاء ٧ / ١ / ٢٠٢٥"
-
وزارة الدفاع الوطني - قيادة الجيش تعلن عن حاجتها إلى تعيين ضباط اختصاصيين في مجالات الطب والصيدلة والهندسة بطريقة المباراة من بين المدنيين (ذكور وإناث) تتمة...
-
يمكن رؤيتها بالعين المجردة.. زخات الشهب تضيء السماء فجر السبت تتمة...
-
الرئيس السابق ميشال عون: بعد كل المعاناة التي عصفت بشعبنا ووطننا وكل التضحيات التي قُدِّمت، يقوى فينا الرجاء بأن يحمل الآتي من الأيام السلام والخير للبنان واللبنانيين. تتمة...