لبنان: 96171010310+     ديربورن: 13137751171+ | 13136996923+
7,538 مشاهدة
A+ A-

اكد  رئيس الجمهورية العماد جوزف عون على ضرورة تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن كي نعيد الثقة بلبنان، معتبرا ان كل من هو في سدة المسؤولية يجب ان يتحمل مسؤوليته.

وقال الرئيس عون "ان هدفنا بناء الدولة والعمل على عودة أبنائنا من الخارج ومنح اللبناني في بلاد الاغتراب الثقة ببلده"، مشددا على ضرورة طي صفحة الماضي والنظر الى الامام، ومعتبرا ان ليس من فضل لفئة او لطائفة على أخرى  وان الجميع متساو تحت راية العلم اللبناني. ولفت  الى  "أن المحافظة على استقلالية القضاء والوضع الامني امر ضروري لتحقيق الازدهار الاقتصادي".

ورأى ان مركز رئيس الجمهورية ليس منصبا فخريا وكذلك المناصب الرئيسية في الدولة التي هي مناصب لخدمة الشعب. وقال "لم نأت لإلتقاط الصور بل للعمل وخطاب القسم لم يوضع ليكون حبرا على ورق او لكي يصفق له الناس"، بل هو خارطة طريق ليضمن ان يعيش اللبنانيون بسلام وامان وكرامة".

موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر يازجي، وبطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف العبسي الذين هنأوا الرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية متمنين له التوفيق في سدة الرئاسة الأولى.

البطريرك الراعي

وكان الرئيس عون استهل نشاطه صباح اليوم باستقبال البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على رأس وفد من المطارنة ضم: سمعان عطا الله، شكرالله الحاج، غريغوري منصور، ميشال عون، بولس مطر، شربل عبد الله، جوزف معوض، مارون العمّار، حنا رحمة، جوزف نفاع، سليم صفير، سيمون فضول، حنا علوان، أنطوان بو نجم، يوسف سويف، منير خيرالله، سمير مظلوم، بولس الصياح، أنطوان عوكر، بولس عبد الساتر، بول- مروان تابت، والآباء هادي ضو، كلود فرانكلن، والسيد غسان بو فرحات.

كلمة البطريرك الراعي

في بداية اللقاء، تحدث البطريرك الراعي فقال:" فخامة الرئيس، جئنا مع إخواننا السادة المطارنة الاجلاء للتبريك لفخامتكم، ولتقديم التهاني والتمنيات. نبارك لكم بانتخابكم رئيسًا للجمهورية متميزًا بالصفات القيادية، كما ظهرت في حياتكم السابقة في مؤسسة الجيش حتى قيادته العليا، ونهنئكم بالثقة  الكبيرة من المجلس النيابي، أولا ثم من الشعب اللبناني كله، ومن مختلف الدول التي رأت فيكم الرئيس القادر على النهوض بلبنان ومؤسسات الدولة.

ونهنئكم بخطاب القسم المميز الخارج من صميم قلبكم وفكركم وإرادتكم. وقد لاقى استحسانًا عارمًا  محليا ودوليا . ففيه كل إرادتكم لتنفيذه بالتعاون مع رئيس الحكومة والمجلس النيابي وسائر مؤسسات الدولة.

ونهنئكم برئيس الحكومة الجديد القاضي نواف سلام  الذي تمنيتم في خطاب القسم أن يكون شريكًا لكم لا خصمًا. ونتمنى معكم ومعه تأليف حكومة جديدة قادرة. ونتمنى لفخامتكم النجاح في مهمتكم الكبيرة ومنها: بناء الوحدة الداخلية التي يشعر فيها كل مواطن أنه مسؤول، فلا إقصاء لأحد، وإعادة إعمار ما تهدم من منازل ومؤسسات، ودور عبادة، وقيام مؤسسات الدولة  والنهوض الاقتصادي، وإجراء الإصلاحات في البنى والهيكليات.

الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالبطريرك الراعي والوفد  شاكرا gi جهوده خلال تولي الرئيس عون قيادة الجيش من خلال وقوفه الدائم الى جانب المؤسسة العسكرية ودعمه القوي لها، لاسيما من خلال المواقف التي كان يعبر عنها والتي شدد  فيها على تمسكه بهذه المؤسسة والدفاع عنها خلال المراحل الحرجة التي مر بها لبنان.

 وقال:" لم يدافع البطريرك الراعي عن جوزف عون كشخص. فالمؤسسة العسكرية هي العمود الفقري للوطن و كادت ان تكون  المؤسسة الوطنية الوحيدة التي صمدت وعملت جاهدة اثناء الظروف الصعبة للمحافظة على كيان لبنان."

ولفت الرئيس عون الى أنه تكلم في خطاب القسم بلغة الشعب، ونقل وجعه ومعاناته، ومطالبه. وقال:"كنت في قيادة الجيش على تماس مع مشاكل المواطنين من الشمال الى الجنوب، ومن البقاع الى بيروت إنطلاقاً من محاربة الارهاب ومكافحة السرقة وآفة المخدرات إضافة الى العمل على المحافظة على الوضع الامني خلال فترة التظاهرات، وصولاً طبعاً الى العدوان الاسرائيلي  الأخير على لبنان، مما جعلني قريباً جداً من معاناة الشعب . وقد أكدت خلال خطاب القسم ان كل المشاكل التي يعاني منها لبنان لا يمكن  ان احلها منفرداً " فيد واحدة لا تصفق". وبالتعاون بين الجميع يمكننا وضع حلول لهذه المشاكل. فأنا شريك لرئيس الحكومة، ولرئيس مجلس النواب وللمجلس النيابي والمسؤوليات مشتركة، وحتى اننا نتشارك المسؤولية معكم وعبر مكانتكم وبما تمثلون على الصعيد المسيحي والدور الذي تلعبونه على الصعيد الوطني. فلبنان أمام فرص ذهبية، يجب ملاقاتها بإيجابية. ومسارعة الدول واتصالات المسؤولين الدوليين تعبر عن استعدادهم لمساعدة لبنان ودعمه."

وامل الرئيس عون ان يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت كي "نعيد بناء الثقة بلبنان، لأننا بالفعل نحن امام مفترق طرق اساسي، فإما ان نربح جميعا هذه الفرصة ونستفيد  منها او سنخسر كثيراً. فكل من هو في سدة المسؤولية يجب ان يتحمل مسؤوليته، وعلى الجهود ان تتضافر لإعادة النهوض بالبلد وبناء الدولة وتنفيذ ما جاء في خطاب القسم. وأعيد واكرر أنا لم آت الى رئاسة الجمهورية لاعمل بالسياسة، لأن هناك اختلاف بين رجل الدولة ورجل السياسة."

ولفت الرئيس عون الى :"ان هدفنا بناء الدولة والعمل على عودة ابنائنا من الخارج، ومنح اللبناني في بلاد الاغتراب الثقة ببلده". وختم بالتأكيد على ضرورة "طي صفحة الماضي والنظر الى الامام ، فليس هناك فضل لفئة او لطائفة على احد ، وكلنا متساوون تحت راية العلم اللبناني"، مشددا على "أن المحافظة على استقلالية القضاء والوضع الامني امر ضروري لتحقيق الازدهار الاقتصادي".

وفي لفتة خاصة، أشاد الوفد بالمواقف المميزة التي عبرت عنها اللبنانية الاولى السيدة نعمت عون بعد تسلمها مهامها، معتبرا انها تعكس صورة السيدة اللبنانية. 

فرد الرئيس عون شاكرا لفتته،  معتبرا ان عمل رئيس جمهورية لبنان يتكامل مع عمل اللبنانية الاولى. فالاثنان يتحملان المسؤولية ودورهما متكامل. وقال:" تجربتي في قيادة الجيش مع المرأة كانت ممتازة، إن من خلال الضباط الاناث او من خلال المجندات في كافة الوحدات العسكرية".

وخلال اللقاء، عرض عدد من المطارنة لرئيس الجمهورية أوضاع ابرشياتهم متمنين للرئيس عون التوفيق في قيادة البلاد،  فيما نقل راعي ابرشية قبرص المارونية  المطران سليم صفير تهنئة أبناء رعيته متمنيا عليه العناية بقضاياهم.

وكانت اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون رحبت بالبطريرك الراعي في قصر بعبدا وشكرت له وللوفد زيارتهم متمنية لهم دوام الصحة والعطاء.

تصريح البطريرك الراعي

وبعد اللقاء، صرح البطريرك الراعي للصحافيين فقال: "اليوم تشرفنا مع إخواننا السادة المطارنة الاجلاء بزيارة فخامة الرئيس لنبارك له بانتخابه ونهنئه بخطاب القسم والثقة التي اولاها له الشعب اللبناني ومختلف الدول، وهو امر مهم جدا لفخامة الرئيس واللبنانيين وشرف لنا. كما اننا تمنينا للرئيس التوفيق والنجاح في كل الأمور". 

وردا على سؤال حول ما وصفت بانها معادلة تحدث عنها الرئيس عون: دولة وشعب وجيش ومدى موافقتها مع خطابات البطريرك، أجاب: ان الرئيس عون مؤمن بما قاله في خطاب القسم وما قاله هو نفسه، الا ان الامر لا يتم بين ليلة وضحاها بل يأخذ وقتا لتحقيقه وهذا هو تصميمه. فخطاب القسم واضح وقيام الدولة يقتضي ذلك.

سئل: هل لمستم أي هواجس او شكوك لدى رئيس الجمهورية بشأن تشكيل الحكومة بسرعة في ضوء المواقف التي صدرت مؤخرا لا سيما من الثنائي الشيعي؟

أجاب: ان الرئيس تمنى ان يتم التأليف باسرع وقت ممكن، والا يكون هناك اقصاء لاحد   وان يشعرالجميع بالمسؤولية المشتركة تجاه الوطن.

سئل: ما هو تعليقكم على ما ورد من ان تكليف شخصية لرئيس الحكومة شكل شبه انقلاب؟

أجاب: انه ليس انقلابا ابدا وليست المرة الأولى التي يطرح فيها اسم القاضي نواف سلام، وقد طرح في المرة الأخيرة. فهل اتى رئيس الجمهورية من تلقاء نفسه؟ لقد اتى بعد استشارات بين القوى التي أجمعت عليه . والامر نفسه حصل في تسمية الرئيس سلام.

سئل: هل ستكون عرقلة برأيكم لهذا العهد  لاسيما وان هناك شبه مقاطعة للثنائي الشيعي  للاستشارات خصوصا وان الرئيس بري لم يشارك اليوم بها؟

أجاب: لم يقاطع، وهناك مجال  ليأتي ويرى الرئيس بهدوء. المهم ان لا اقصاء لاحد، وهو ما يريده فخامة الرئيس. يريد من الجميع ان يضعوا  أيديهم معا لا سيما وان هذا الوطن يخص جميع اللبنانيين الذين عليهم ان يضعوا أيديهم سويا ليقوموا بهذا الوطن وبمؤسساته. فجميعنا نعرف ان لبنان في الحضيض ولا يجوز ان يبقى احد جانبا.  وهذا ما يريده فخامة الرئيس والرئيس المكلف القاضي نواف سلام الذي قال ان يديه ممدوتان للجميع.

سئل عن مدى تفاؤله بالحكومة التي قد تتشكل في الأيام المقبلة؟ فأجاب: تفاءلوا بالخير تجدوه  نحن ننطلق من التفاؤل وليس من التشاؤم وقد آن الأوان لننتهي من ضجيج التشاؤم في  لبنان. نريد  ان نعيش جمال الحقيقة والرجاء والامل وان ننهض من الحضيض سويا واعتقد ان هذا  يشكل رأي جميع اللبنانيين كما نية فخامة الرئيس والقاضي سلام.

البطريرك يازجي

ثم التقى الرئيس عون البطريرك يازجي على رأس وفد ضم: متروبوليت بيروت المطران الياس عودة، متروبوليت صور وصيدا المطران الياس كفوري، متروبوليت جبل لبنان المطران سلوان موسي، متروبوليت عكار المطران باسيليوس منصور، متروبوليت طرابلس المطران افرام كيرياكوس، متروبوليت زحلة وبعلبك المطران انطونيوس الصوري الأرشمندريت برثنيوس اللاطي.

كلمة البطريرك يازجي

في مستهل اللقاء، قال البطريرك يازجي: "اردنا هذا اللقاء المُحِب مع السادة مطارنة الكنيسة الانطاكية في لبنان للروم الأورثوذكس، للتوجه الى فخامتكم بأطيب التبريكات والدعاء، ليس فقط بإسمنا الشخصي إنما باسم كل الكنيسة الأورثوذكسية الأنطاكية في لبنان وسوريا وسائر المشرق وبلاد الانتشار. نحن جميعنا ندعو للرب أن يحميكم وانتم، من دون إحراج محبتكم وتواضعكم، الأمل في لبنان والمنطقة. وقد عُرفَ عن شخصكم الكريم ثباته ورباطة جأشه وحزمه، كما محبته وحكمته، وبأنكم صاحب قرار، إضافة الى المزايا الإلهية التي أغدق الرب بها على فخامتكم. ولقد أظهرتم هذه المزايا في لبنان، ولا سيما في الفترة الأخيرة كقائد للجيش اللبناني، هذه المؤسسة التي نجلُّها جميعا ونؤكد على ثباتها ووجودها. فليكن الرب معكم ويحميكم."

أضاف: "أنتم الأعلم والأدرى، صاحب الفخامة، ان لبنان في السنوات التي خلت وفي الفترة الماضية بشكل خاص عانى وشعبه الكثير، بدءا من الأمور الاقتصادية والمالية، من سرقة أموال المودعين في المصارف الى حادثة إنفجار بيروت، وأخيرا الى  العدوان الاسرائيلي الذي حصل والوضع الخاص في الجنوب، وأنتم إبن الجنوب. ونحن، في لاهوتنا المسيحي، نتكلم على الإنسان القديم، آدم، الذي سقط، والإنسان الجديد، يسوع القائم من بين الأموات. وفي عهدكم الميمون، إن شاءالله، نجد أنفسنا في لبنان القائم من الموت، وأنتم على رأس مسيرة إنقاذه من كل ما يرزح تحته من قضايا ندرك مدى صعوبتها ودقتها وحساسيتها، لكن الرب أغدق علينا وعلى لبنان بأن تتولوا سدَّة الرئاسة الأولى لكي نسير ولبنان في مسيرة الإنقاذ الحقيقية. وهذا شعورنا جميعاً. وهو الشعور بأن صفحة إنطوت، وفُتحت أخرى جديدة من نور: صفحة قيامة لبنان وإحقاق الحق والكرامة الإنسانية فيه، لكلّ لبناني، في كل ما ستتولون معالجته من قضايا بإدارتكم الكريمة والطيبة: من إنتظام المؤسسات الدستورية وكل ما يلي ذلك من أعمال جسيمة ملقاة على عاتقكم. وأنتم لها. والرب وفقنا بأن تكونوا على رأس الدولة. ونحن هنا نهنىء أنفسنا بوجودكم رئيسا للبنان."

أضاف: "أنتم تعلمون في هذه الظروف، الوضع الصعب وغير المستقر في المنطقة كلها، وفي سوريا بشكل خاص. وانا المح بشكل سريع الى الدور والوجود المسيحي في كل منطقة الشرق الأوسط. نحن في حياتنا، ما كنا ابدا مجرد أرقام ولا نؤمن بمبدأ الأقليات والأكثريات. هناك الدور الفاعل، الأساس، والبارز للمكوِّن المسيحي في لبنان وكل انحاء المنطقة. وهذا الملف بين يديكم. وهذا يتطلب جلسات وكلام في المستقبل ولكن اردت منذ البداية ان أؤكد على أهمية هذا الامر."

  وقال: "الهجرة هي التحدي الأكبر في لبنان وسائر المنطقة، لكل أطياف البلد، مسلمين ومسيحيين. لكن بالنسبة إلينا كمسيحيين، نريد ان نكون الى جانب أبنائنا لكي يبقوا في هذه الديار حيث شاء الله ان نكون."

  واضاف: "اردت ان اعبِّر بإسم الجميع، وبإسم كنيستنا الإنطاكية، عن محبتنا لشخصكم الكريم، وأيايدينا مع يديكم، وما نستطيع ان نقوم به نحن حاضرون. ونرجو ان يتكاتف كل أبناء البلد، من كل الأطياف على تنوعهم الديني والسياسي والقومي، فيما يشعرون أنهم في عرس، ويضعوا اياديهم في يديكم. ولكم التمنيات بكل التوفيق والنجاح، والى لبنان الأحلى والأجمل في عهدكم الكريم والطيِّب."

وختم البطريرك يازجي "ان إيماننا بلبنان عظيم، لبنان الجديد وبهذا الإنبعاث الذي تم وسيحصل بقيادتكم الحكيمة. وبكل ثقة وإيمان نقول: نعم، لبنان هو لبنان الرسالة وله الدور الكبير. وهو بلد الحرية والكرامة والإحترام." وتابع: "ان خطاب القسم هو عز وفخر وقد رسم خارطة الطريق. ونحن تحت راية لبنان، ونحن جميعنا نسعى بظل قيادتكم الكريمة الى ان يكون لبنان الأحلى."

رد الرئيس عون

وردَّ رئيس الجمهورية مرحبا بالوفد، وشاكرا للجميع تهنئتهم القلبية. وشدد على أهمية الكلام الذي أورده البطريرك اليازجي باسم الوفد، وقال: "كما ذكرتم، إن أولادنا يهاجرون، ونحن نريد ان نعمل لعودتهم، وأن يبقوا مرتبطين ومتمسكين بأرضهم. وهذه مسؤولية كبرى ملقاة على عاتقنا. ولكن ما من امر مستحيل، وفي قاموسنا ليس هناك من فشل. ودورنا ان نبني الثقة بين مكونات الشعب، كما بين الشعب والدولة، ومع العالم العربي والعالم الغربي. المناصب الرئيسية في الدولة هي مناصب خدمة للشعب. ونحن في خدمته. وخطاب القسم لم يوضع ليكون حبرا على ورق او لكي يصفق له الناس. هذا الخطاب هو خارطة طريق لأنه تحدث عن وجع الناس وآلامهم، وعلينا ان نواجه المشاكل، ونجعل الشعب الذي تعب من حالة الحرب والإنقسامات والازمة الإقتصادية والوباء والإنفجارات...، ان يعيش بسلام وأمان وكرامة. هذه مسؤوليتنا وإياكم. وليست مسؤوليتي وحدي."

 

أضاف الرئيس عون: "جميعنا لدينا الإمكانات والقدرات، وما من أمر مستحيل، المهم ان تكون النية صافية تجاه البلد. وكما قلتم، صاحب الغبطة، نحن لسنا أرقاما. وفي لبنان ليس هناك من أرقام. كلنا شعب لبناني، وكلنا نحمل الهوية الواحدة. وجميعنا نتفيأ العلم اللبناني ولا فرق بين مسلم ومسيحي ولا فرق بين طائفة وأخرى او بين مذهب وآخر. الإختلاف مقدس ولكن الخلاف غير مسموح به. لدينا فرص كبرى وأمامنا تحديات كبرى، فإمَّا ان نعمل جميعا تحت سقف الدولة لمواجهة التحديات وإقتناص الفرص، او بصراحة لا يكون الوضع مطمئنا ابدا.

وتابع: "صحيح أن الصعوبات كثيرة، وما من أمر يأتي بسهولة، ولكن إذا ما تضافرت الجهود وكان الهدف هو مصلحة لبنان وبناء الدولة فما من عوائق. لن نعود الى الوراء ولن ننسى ما حصل لكي لا نعيد أخطاء الماضي. كفى الشعب اللبناني حروبا ومجاعات وتظاهرات... على الشعب اللبناني ان يعيش ويتطلع الى الأمام. لدينا كفاءات وقدرات وموارد بشرية رهيبة في كافة دول العالم، علينا ان نستغلها ونستفيد منها. وبالنسبة للموجودين في لبنان، علينا أن نعطيهم فرصة لنستفيد منهم على ان نعطيهم بلدا فيه قضاء وأمن وإقتصاد وثقة لكي يستثمروا بفكرهم في لبنان. نحن وإياكم معا لمصلحة هذا البلد وليس لمصلحة الأشخاص. فلبنان اكبر من الأشخاص، وجميعنا مجندون لخدمة الشعب اللبناني، وليس العكس." 

تصريح البطريرك يازجي

وبعد اللقاء، صرح البطريرك يازجي فقال:"التقينا والسادة الاخوة مطارنة الكنيسة الانطاكية للروم الأرثوذكس في لبنان مع فخامة الرئيس للتعبير عن تبريكاتنا للبنان ولفخامته بانتخابه رئيسا للجمهورية. وبالطبع اكدنا لفخامته اننا الى جانبه مع جميع اللبنانيين وان لبنان قد طوى صفحة وانفتحت امامه صفحة جديدة  لا بل استطيع ان أقول ان نورا انبلج للبنان الجديد وبيروت الزاهية دوما، والتي  تشكل رسالة ليس فقط في المحيط العربي وانما في العالم اجمع".

أضاف:"نقدر انطلاق مسيرة حل الازمات والتراكمات عبر السنوات التي خلت بدءا من الأوضاع الاقتصادية، الى الأوضاع المالية والمعيشية وسرقة أموال المودعين في المصارف وانفجار مرفأ بيروت، والوضع في الجنوب وخاصة بعد الاعتداء الإسرائيلي الاخير وغيرها من القضايا . فامام فخامة الرئيس مسيرة انقاذ كبيرة وشاقة ولكنه نال ثقة جميع اللبنانيين وكلنا امل بلبنان الجديد في عهده".

البطريرك العبسي 

بعد ذلك، استقبل الرئيس عون البطريرك العبسي على رأس وفد ضم: رئيس أساقفة الفرزل وزحلة المطران إبراهيم إبراهيم، متروبوليت مرجعيون المطران جاورجيوس حداد، متروبوليت بيروت المطران جورج بقعوني، رئيس أساقفة صيدا المطران ايلي بشارة حداد، رئيس أساقفة طرابلس المطران أدوار ضاهر، رئيس أساقفة صور المطران جورج إسكندر، نائب المدبر البطريركي على ابرشية بعلبك الأرشمندريت يوسف شاهين، رئيس عام الرهبانية الباسيلية المخلصية الأرشمندريت أنطوان ديب، المدبر على الرهبانية الباسيلية الشويرية الاب ديمتري فياض، رئيس عام الرهبانية الباسيلية الحلبية الأرشمندريت الياس بطيخة، رئيس عام الجمعية البولسية الاب العام مروان سيدي، الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات الشويريات الام ندى طانوس، الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات المخلصيات الام تراز روكز، الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات الحلبيات الام غابريال قصبجي، الرئيسة العامة لراهبات سيدة المعونة الدائمة الام نيكول حروّ، الرئيسة العامة لراهبات سيدة الخدمة الصالحة الام جوسلين جمعة، رئيس الديوان البطريركي الاب رامي واكيم، امين السر الاب نادر خوام.

كلمة البطريرك العبسي

واستهل البطريرك العبسي اللقاء بكلمة قال فيها:" أتينا في هذا الصباح، نحن رعاة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في لبنان، لنهنىء فخامتكم بانتخابكم رئيسًا للجمهورية اللبنانية ونعبر لكم عن فرحنا الكبير بهذا الانتخاب وعن الأمل الواسع الذي نتوسمه فيه، ليس نحن فقط، بل الشعب اللبناني بأجمعه.

إن تبوئكم هذا المنصب جاء عن جدارة وتتويجاً لمسيرة وطنية وأخلاقية وإنسانية ناصعة. أتيتم بعد انتظار دام طويلاً تحملون إلينا رجاءات وأمنيات وأحلاماً وخصوصاً رغبة في التعافي وإرادة في الوحدة وعزماً على النهوض والانطلاق والعيش بكرامة على كل شبر من أرض لبنان. وتدعونا أيضاً إلى أن نحدد ونرسم أي لبنان نريد والى اين نسير في تحقيق هذا اللبنان لنزيل عن الناس عناء التعب المزمن الذي أرهق كواهلنا من شدة الانتظار والترقب وأرّق راحتنا حتى كاد يقتل الرجاء فينا.

أتينا اليوم لنعلن لفخامتكم استعدادنا لمساندتنا لكم في إنجاز المستقبل الذي رسمتموه في خطاب القسم، راجين أن تستقيم الأمور والأوضاع في عهدكم وأن تكون المواطنة هي معيار التعامل قائمة على التشارك وليس على التحاصص وعلى الواجبات فلا تهمل، وعلى الحقوق فلا تهضم ولا تستجدى، ولا تختزل الطائفة بأي جهة أو مجموعة سياسية.

نحن أبناء كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك نملك ما نسهم به في هذه المرحلة الجديدة مع جميع أصحاب النيات الحسنة الطيبة، نسهم في صنع تاريخ بلدنا كما فعلنا ونفعل على الدوام على مدى هذا التاريخ، نسهم في بناء وطن سائرين في الطريق التي نتميز بها: أن نجمع ونوفق ونتعالى عن كل ما من شأنه أن يبعد ويعزل ويفرق ويزرع الريبة والقلق والخوف.

نشكر فخامتكم على استقبالكم لنا ونصلي من أجل أن تسير الأمور على ما بدأت به وأن تتكلّل عاجلا بتحرير كل نقطة من أرض لبنان وبعودة كل مواطن إلى بيته وعمله وبسيادة الجيش اللبناني على كامل الأرض اللبنانية وبتأليف حكومة تنال رضى اللبنانيين وتحقق لهم ما يحتاجون إليه على جميع الصعد، ومعها يشرق لبنان جديد وينبثق فكر جديد يعمه وينير جميع المواطنين.

رد الرئيس عون 

ورد رئيس الجمهورية شاكرا البطريرك العبسي على كلمته باسم الوفد وعلى تهنئته، وشدد على "اننا أتينا لتطبيق خطاب القسم." وقال: "لقد عايشت المرحلة السابقة من الشمال الى الجنوب، وشاهدت ألم المواطنين. ولقد تكلمت في خطاب القسم بإسمهم ولغتهم ووجعهم. والفترة السابقة التي اجتازها البلد لا سيما في السنوات الأخيرة، خاصة منذ العام 2019 من تظاهرات وأوضاع إقتصادية متدهورة الى وباء كورونا وإنفجارمرفأ بيروت وأخرها الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، نأمل ان تكون درسا لنا كي لا نعيد التجربة في المستقبل. علينا الا ننساه، لا ان نكرره."

أضاف: "علينا ان نمد يدنا الى الآخر، الى الدول العربية، ودول العالم التي ترغب في مساعدتنا، ولكن علينا ان نساعدها بأن نتعاون ونمد يدنا اليها لنستفيد ونقتنص الفرص." وقال: "نحن وإياكم معا، فالمسؤولية يتشارك فيها الجميع: رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء والمجتمع المدني والمجتمع الروحي، فكلنا في خدمة الشعب كي يعيش لبنان من جديد. الفرص كثيرة، فلنستفد منها لمصلحة البلد ولمصلحة الشعب اللبناني من كافة الأطياف."

وإذ شدد الرئيس عون على "ان الإنقسامات لا تفيدنا، وأي فئة تنكسر ينكسر لبنان كله، ولا فضل لأحد على أحد"، قال: علينا جميعاً ان نعمل من اجل لبنان، ومصلحته ومصلحة شعبه. لبنان أكبر منا جميعا. نحن موجودن هنا الآن، ولاحقا سنغادر، لكن لبنان باق لأولادنا وأولاد اولادنا فإمَّا ان نقدم لهم لبنانا جديدا، قائما على العدالة والمساواة ودولة القانون، وإلَّا يهاجرون فنتحمَّل نحن المسؤولية. نحن لا نريد ان يهاجر ابناؤنا بل نريد ان يبقى هنا من هم هنا."     

وزير الدفاع الوطني

وكان الرئيس عون قد استهل نشاطه باستقبال وزير الدفاع الوطني موريس سليم الذي هنأه بانتخابه وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد واوضاع المؤسسة العسكرية.

وزير الداخلية والبلديات

واستقبل الرئيس عون وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الذي قدم له التهاني بانتخابه رئيسًا للجمهورية، وعرض معه الأوضاع الأمنية في البلاد. 

اتصالات وبرقيات

على صعيد آخر، واصل الرئيس عون تلقي المزيد من اتصالات وبرقيات التهنئة التي كان ابرزها من رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ  الذي ابدى استعداده للعمل على تطوير علاقات الصداقة التي تجمع البلدين  وتدعيم التعاون الثنائي في المجالات كافة. 

القنصل حبيس

وهنأ عميد السلك القنصلي الفخري  في لبنان القنصل العام جوزف حبيس باسمه وباسم اعضاء السلك في لبنان، رئيس الجمهورية بالثقة الكبيرة التي منحه اياها مجلس النواب بإنتخابه رئيساً للدولة معتبرا أن هذه الثقة تجسد ارادة شعبية واسعة بقدرة الرئيس عون على النهوض بالبلاد من الحالة الصعبة التي مرت بها خلال الأشهر الماضية .

ورأى القنصل العام  حبيس ان خطاب القسم يشكل خارطة طريق للنهوض بلبنان من جديد لما تضمنه من مواقف تعكس ما يتطلع اليه اللبنانيون من اجل لبنان معافى تكون فيه العدالة والمساواة والانتماء الوطني المرتكزات الأساسية لوطن قادر على القيام برسالته داخل لبنان وخارجه ، رسالة كانت دائما وسوف تبقى رسالة خير وإشعاع وتقدم.


تغطية مباشرة آخر الأخبار

  • رسمياً.. الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة! تتمة...
  • القوات الإسرائيلية نفذت تفجيراً كبيراً في عيتا الشعب
  • هيئة البث الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية في إسرائيل تستعد لانسحاب شبه كامل من قطاع غزة
  • جريدة «الأخبار»: دورية إسرائيلية تتقدم للمرة الأولى إلى محيط البركة في وسط بنت جبيل وتدخل إلى «مجمع أهل البيت» قبل أن تغادر نحو يارون