لبنان: 96171010310+     ديربورن: 13137751171+ | 13136996923+
48,279 مشاهدة
A+ A-

كتب الصحافي علي منصور في صحيفة صدى الوطن:

تنويه واجب: التضامن الكامل مع أهالي السويداء، والإدانة القاطعة للجرائم الوحشية التي يتعرّضون لها على يد المجموعات التكفيرية. لا يمكن لأي تحليل سياسي أن يُفهم على أنّه تبرير أو تقليل من شأن هذه المآسي.
في زمنٍ تُستَخدم فيه الطوائف وقودًا للمشاريع الإقليمية، وتُغلَّف الطموحات الشخصية بشعارات “الحرص على الطائفة”، يصبح من الضروري العودة إلى الذاكرة القريبة لفهم بعض المواقف كما هي… لا كما تُقدَّم في أقنعتها الراهنة.
فمن يصرخ اليوم دفاعًا عن “الدروز”، كان في الأمس القريب يترجّى حلفاءه لسفك دمهم.
ومن يرفع راية حماية السويداء، كان ذات يوم يدفع بكل ثقله نحو كسر الجبل (جبل لبنان).
هذه الحقيقة تُعيد فتح واحدة من اللحظات المفصلية في تاريخ العلاقة بين وئام وهّاب وحزب الله، كما في علاقته بخصمه اللدود وليد جنبلاط، لنفهم كيف يتحوّل الدم إلى أداة طموح… والطائفة إلى سُلَّم في بازار الزعامة.
في 7 أيار 2008، وعلى وقع الاشتباكات في الشويفات والجبل، سعى وهّاب جاهدًا لتأمين لقاء مع الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصرالله. اتصل بمسؤولي الحزب، ألحّ وأصرّ، لكنّ اللقاء لم يتم. ورغم ذلك، حرص على إيصال رسالة مباشرة إلى السيّد:
“جنبلاط لا ينفع طَعْجُه، يجب كسره، ولمرّة أخيرة… لأنّه سيداوي جراحه ويعود إلى سيرته الأولى.”
لم يسعَ وهّاب إلى الحلّ وإنهاء الاشتباكات، بل إلى التصعيد والتحريض. لم يكن يريد التهدئة، بل أرادها معركة مفتوحة مع الحزب التقدمي الاشتراكي، ومع الدروز أنفسهم.
لم يُرِد أن تبقى “سبعة أيار” محطةً تكتيكية ومعركة موضعية سريعة، بل فرصة سانحة لإسقاط زعامة جنبلاط والجلوس على عرشٍ مهتزّ فوق دماء أبناء طائفته.
يعني، وبالمختصر، وئام وهّاب كان يطالب بإراقة الدم الدرزي، ويدفع باتجاه تحوّل الاشتباكات إلى حرب أهلية وطائفية.
وكان يريد من الحزب أن يخوض معركة مفتوحة مع “الدروز” الذين يقود معركتهم اليوم كـ”قائد عسكري”.
كان يضغط على الحزب، أو بالمعنى الأصح، يترجّى “السيّد” كي يُزهق الدم الدرزي، لتخلو له الساحة.
واليوم، حين يظهر وهّاب بلباس “القائد الميداني” للدفاع عن دروز السويداء، لا بدّ أن نقرأ موقفه في ضوء هذا التاريخ.
إنّه لا يتحرّك فقط بدافع الغضب ممّا يجري هناك، بل مدفوعٌ بالخصومة المزمنة مع جنبلاط، وبطموح لا يُخفيه: توسيع نفوذه من جبل لبنان إلى جبل العرب، وربّما إلى ما بعد الجولان.
ولو كان موقف جنبلاط اليوم من أحداث السويداء مطابقًا لموقف وهّاب، لما استبعدنا أن يكون الأخير في الضفّة المقابلة.
 


تغطية مباشرة آخر الأخبار

  • 2026 عام التصعيد الكبير؟ حرب سعودية إيرانية قد تكون مشروع واشنطن لإعادة السيطرة على قلب المنطقة تتمة...
  • اليابان تسجّل موجات تسونامي يصل ارتفاعها إلى 40 سنتيمترا بعد زلزال بلغت قوته 7,5 درجات تتمة...
  • لبنان يُصدر طابعًا بريديًا خاصًا بالفنان زياد الرحباني تتمة...
  • بالفيديو/ وزير الزراعة يزور بنت جبيل وهذا ما صرح به عن إعادة القطاع الزراعي في المنطقة الحدودية إلى طبيعته تتمة...