بعد حادثة الفرار الكبير من سجن بعبدا والفاجعة التي أودت بحياة خمسة مساجين فرّوا من سجن بعبدا، لا تزال الأنظار تتجّه الى مصير السجناء الذين لم يوقفوا أو يسلّموا أنفسهم بعد.
ولا شك أن الفرار الكبير سلّط الضوء على الثغر الأمنية الرهيبة في السجن وعلى تحديد المسؤوليات حول حقيقة ما جرى صباح السبت الماضي.
وسط المشهد الرهيب، رجل شاء القدر أن يلتقيه السجناء الفارون ويوقفوه لأخذ سيارته. وهو إن نجا من الحادث، فان المساجين لقوا حتفهم في سيارته التي تشكّل مصدر رزق لعائلته.
ارتطمت السيارة بشجرة على الطريق السريع في منطقة "غاليري سمعان"، وقضى خمسة سجناء فارون داخلها، في حين نفت القوى الأمنية روايات اتهمتها باطلاق النار عل السيارة وحصول مطاردة.
لم تتواصل أي من الجهات الرسمية أو غير الرسمية مع صاحب سيارة الأجرة سامي أبو جوده.
ويفيد سامي في حديث لـ"النهار" بأنّ شركة التأمين التي تعاقد معها أيضاً لن تعوّض عليه خسارة سيارته، فهي غير مسجَّلَة ضد جميع المخاطر. وهو ينتظر أن تنتهي فترة الإغلاق ليسأل ليتقصّى عن الموضوع ليعرف مصيره.
سامي الذي قسّط سيارته لمدة 5 سنوات "بعد جهدٍ كبير"، هو أب لثلاثة أولاد، ويعمل وزوجته لتغطية مصروف العائلة. الرجل يعمل أيضاً في فترة ما قبل الظهر في محلٍّ لبيع قطع السيارات، ويساعد نفسه بعد الظهر بالعمل على سيارة التاكسي، في ظلّ هذا الغلاء الفاحش.
ولا يعرف حتى الآن إلى من يتوجّه ليشتكي ويطلب التعويض، فـ"لا ذنب لي في ما حدث، أنا أكلت الضرب "، والسجناء أيضاً لا ذنب لهم في ما حدث "رحمهم الله، فهم بلوا أنفسهم وبلوني معهم... أتمنّى لو أنّ هذه الفاجعة لم تحدث ولم يلتقوا بي ولم يموتوا في سيارتي، للأسف".
ويخلص سامي بصوت تخنقه الحسرة والصدمة الى أن "أيادي الخير كثيرة، وإذا تكرّمت الدولة وعوّضتني، فهي مشكورة".
المصدر: النهار
91,001
مشاهدة