تغطي البقاع، منذ الأمس، غيمة من الحزن بعد خسارة طبيبين من أبنائه في اليوم نفسه. الطبيبان خليل سيف الدين وظافر ميتا جنديان جديدان يفقدهما القطاع الطبي الذي خسر حتى اليوم العشرات من عناصره الذين يقفون في الصفوف الأمامية في مواجهة كورونا ويضحون بحياتهم من أجل إنقاذ المجتمع من الفيروس القاتل. وعلى الرغم من الخسائر البشرية التي يتكبدها الوطن عامةً والقطاع الطبي بشكل خاص، لا نزال نصادف من يستهتر بحياته وحياة كل من حوله ويستخف بالوباء رافضاً الرضوخ وتقبل أبسط شروط الوقاية التي يمكن أن تحمي الكل.
الدكتور ظافر ميتا (64 عاماً) لم يكن يعاني مشاكل صحية بل كان دوماً حريصاً على اتّباع نمط حياة صحي، ولم يدخّن أو يتبع أياً من العادات المضرة التي يمكن أن تزيد خطر حصول مضاعفات كورونا، وفق ما توضحه السيدة نسرين ميتا زوجة أخيه. واللافت أنه على الرغم من كافة الإجراءات التي اتخذها وحرصه على التقيد بالبروتوكول العلاجي والتقنيات التي يمكن أن تساعد على تحسن الحالة ومواجهة المرض، لدرايته بها، تدهورت حالته سريعاً إلى أن توفي دون أن يتمكن الأطباء من إنقاذه. "عندما شعر بأعراض المرض سارع إلى إجراء الفحص في منزله، فيما طلب من ممرض أن يجري له الفحص في المنزل حتى لا يخاطر بنقل العدوى إلى آخرين. كانت حالته جيدة حينها باستثناء ضيق النفس بشكل مقبول".
في الايام الأولى لم تكن حالة الدكتور ميتا سيئة، وكانت الأعراض خفيفة، وحرص على تناول كافة الفيتامينات التي تساعد على تقوية المناعة والتي توصف عادةً لمرضى كورونا. هذا إضافة إلى تباعه نظاماً غذائياً صحياً حتى يساعده على التعافي بشكل أسرع. أما عندما شعر بضيق زائد في النفس طلب إحضار الأكسيجين له إلى المنزل لاعتباره طبيباً ويدرك تماماً كافة الإجراءات التي يمكن اتخاذها من المنزل. شعر عندها بتحسن واضح وبدا وكأنه يتعافى واستطاع أن ينهض من سريره.
لكن كما يحصل مع كثيرين من مرضى كورونا، يمكن أن يظهر تحسن في الحالة ثم تعود وتتدهور. فهذا ما تعرّض له، وفق ما توضحه السيدة نسرين، مشيرةً إلى أنه أُدخل إلى المستشفى عندما عانى ضيقاً زائداً في التنفس، وإن كان حتى تلك اللحظة بحالة جيدة ويمشي على قدميه. في المستشفى خضع إلى البروتوكول العلاجي المعتمد عادةً في حال الإصابة بكورونا، أُعطي مسيّلات الدم، وعلى الرغم من تجاوبه مع العلاجات التي أعطيت له كالبلازما وعلاج Remdesivir وظهور تحسن في حالته وفي معدلات الأكسيجين لديه، توفي بعد تعرّضه لجلطة رئوية، وفق ما أوضحه طبيبه المعالج إلى عائلته المفجوعة بهذه الخسارة الكبيرة.
تعيش العائلة اليوم مشاعر متضاربة ما بين افتخارها بالدكتور ميتا الذي أصيب بالفيروس أثناء أداء واجبه الإنساني والحزن الكبير لخسارته في مثل هذه الظروف إذ أنه يرجّح أن يكون قد التقط العدوى أثناء الخدمة في ثكنة أبلح حيث يزيد الخطر في المعاينة الطبية والمخالطة التي تحصل على الرغم من الإجراءات الوقائية المتخذة. وينطبق ذلك طبعاً على كل فرد في القطاع الطبي أثناء قيامه بمهامه الإنسانية كونه يقف في الصفوف الامامية في مواجهة الوباء.
الدكتور خليل محمد سيف الدين(63 عاماً) أو "طبيب الفقراء" كما يُعرف عنه التقط عدوى كورونا أيضاً أثناء معاينة مرضاه الذين كان يحرص على استقبلهم في اي وقت في عيادته، وفق ما يوضحه ابنه محمد. "كان باب عيادته مفتوحاً للكل في أي وقت كان ولم يكن يرفض استقبال أي مريض. فكان يتمتع بحس إنساني عالي يشهد له الكل".
عندما بدأت أعراض المرض تظهر على الدكتور سيف الدين أجرى فحص PCR وأتت النتيجة إيجابية لكن حالته لم تكن تستدعي دخول المستشفى. بل كان الوضع مقبولاً والأعراض خفيفة كارتفاع الحرارة وضيق التنفس البسيط. لكن حالته تدهورت سريعاً خلال يومين ونُقل إلى المستشفى حيث أٌدخل مباشرة إلى العناية الفائقة نظراً للضيق الحاد في التنفس. علماً أن الطبيب لم يكن يعاني أي مشكلة صحية، وفق ما يوضحه ابنه ولم يكن من المدخنين بل يتبع نظاما صحياً، إنما كان يعاني بدانة.
لقراءة المقال كاملاً: كارين اليان- النهار
تغطية مباشرة
-
جرافة إسرائيلية صدمت ٣ سيارات في بلدة ديرميماس وتوغلت عناصرها بين بعض المنازل في الحي الشرقي
-
خمس آليات إسرائيلية تقطع الطريق عند مدخل ديرميماس وتتوغل في بعض المنازل في الحي الشرقي للبلدة
-
الجيش الإسرائيلي: دفاعنا الجوي ليس محكماً تماماً ويجب الاستمرار في الالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية
-
وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي اعترض طائرة بدون طيار أُطلقت من اليمن