لبنان: 96171010310+     ديربورن: 13137751171+ | 13136996923+
55,307 مشاهدة
A+ A-

بـ"بسطة" صغيرة بجانب مقهاهما في المصيطبة، أطلقا عليها اسم "بسطة التكافل"، تحاول ميرنا عيتاني وزوجها فضل سليمان أنّ يثبتا أنّه لا زال في هذا البلد الصغير المتعب من يحب الخير، لا لشيء سوى لأنّه يشبهه.

منذ عدة سنوات حمّلا نفسيهما مسؤولية كثر فباتوا مقصد العديد من المتعففين، ليأمنوا لهم ما يحتاجونه من أدوية ومواد غذائية ومساعدات نقدية وغيرها الكثير الكثير. كما حولا صفحاتهما الشخصية عبر مواقع التواصل الإجتماعي لوسيلة لجمع التبرعات والمساعدات ولتقديمها أيضاً.

ومنذ سنة قررا الإنطلاق بـ "بسطة" يعرضان فيها ما استطاعا أنّ يجمعاه من تبرعات، ثياب ومواد غذائية وكتب وكل ما يمكن أنّ يخطر على البال، ليبيعانها بأسعار رمزية. وفي المقابل، يتم تأمين أدوية وعلاجات لمرضى سرطان وغيرهم، وكذلك أجرة بيوت ومساعدات يتم طلبها منهما.

وفي حديث لموقع بنت جبيل، تقول ميرنا أنّ الأسعار رمزية جداً فهي تتراوح ما بين الـ 2000 ليرة لبنانية ولا تتعدى العشرين ألف، ولكنها تشكل فارقاً كبيراً.

وتؤكد أنّها في كل مرة تتفاجأ من الكمية الكبيرة التي يتم التبرع فيها، لذا هي مصرّة على توسيع مشروعها الصغير لكي يستفاد أكبر عدد ممكن.

وفي ظل الغلاء الجنوني لأسعار الكتب والحقائب المدرسية ومع بداية العام الدراسي، جمعت ميرنا وزوجها قبل أيام  كمية كبيرة من الحقائب والكتب والقرطاسية لبيعها على "بسطتهما" الصغيرة.

وأشارت في حديثها لموقع بنت جبيل أنّ سعر أي حقيبة تراوح ما بين الـ 10 آلاف ليرة لبنانية والعشرين، في حين أنّها تباع اليوم بمبلغ يتجاوز الـ 100 ألف ليرة لبنانية وهذا ما يجعل كثر من الأهالي عاجزين عن تأمين أبسط مستلزمات أولادهم، مما يجعل التعليم حكر على طبقة معينة وهذا ما ترفضه.

ولفتت إلى أنّها استطاعت أنّ تجمع مبلغًا يفوق الـ 5 مليون ليرة لبنانية مقابل ذلك، ومحبة وفرح لا يقدران بأي ثمن ولا حتى بـ "الدولار" كما قالت.

وعند سؤالها عما يدفعها للقيام بذلك رغم كل التعب والمسؤولية، أجابت بالقول: "صح كتير تعب ومسؤولية كبيرة، خاصة عندي أولاد صغار ولحالهن بدهن جهد، بس ما بقدر شوف حدا مقهور أو بحاجة وما أعمل شي". 

وتضيف: "الشعور لما نزّل حالة وتتسكر إن كان أجار بيت أو تأمين دواء أو عملية لحدا، كتير حلو، بتحسي حالك عملتي إنجاز".

بهمتهما القوية وحبهما للخير استطاعا فضل وميرنا أنّ يثبتا أنّ لفعل الخير أبواباً كثيرة، فهو لا يحتاج لرؤوس أموال كبرى ولا لتجمعات ولا لأي شيء آخر سوى النية. حققا ما هو أصعب من جمع المال، رسما الفرح ونشرا الخير من خلال أبسط الأشياء لتكون عند كثر من أغلى ما يملكوا.

حملا مسؤولية بلد ينهار، وشعباً يدفع الثمن مقابل فساد لم يرتكبه، وجيلاً لم يعلم إلا أنّه نُهب ماله وأحلامه وخبزه، فكانا خير من حقق أمنيات "كانت في قديم الزمان" من أبسط الحقوق.

واليوم لا نحتاج إلا أنّ نشعر ببعضنا البعض، فلم يبقَ لنا "سوانا" بعدما تخلى عنّا من كان مسؤولاً عنا.

لتقديم التبرعات أو لمعرفة كيفية الإستفادة التواصل على الرقم: 03070859

زينب بزي- بنت جبيل.أورغ

 


تغطية مباشرة آخر الأخبار

  • وزير الخارجية الأردني لنظيره الإيراني: قمنا بإسقاط الطائرات المسيرة في الأجواء الأردنية لحماية شعبنا وسيادتنا
  • الإمارات تتعافى من أعنف فيضانات منذ 75 عاما.. وحاكم دبي: الأزمات تظهر معادن الدول تتمة...
  • تننتي: اليونيفيل محايدة ولا نقوم بأنشطة مراقبة ولا ندعم أي طرف تتمة...
  • وسائل إعلام إسرائيلية: انفجار يهز "إيلات."