لبنان: 96171010310+     ديربورن: 13137751171+ | 13136996923+
2,552 مشاهدة
A+ A-

أعلى جبال الأطلس بالمغرب، تحول الكثير من القرى لمخيم إيواء كبير. فعلى امتداد البصر، لا يمكنك أن ترى إلا مباني متهدمة، وطرقا غطّاها الركام، وخياما متناثرة هنا وهناك تضم ضحايا الزلزال المدمر، الذي ضرب البلاد في الثامن من سبتمبر /أيلول الجاري، ليودي بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص.

"لا يمكنني أن استوعب أين كنا وأين أصبحنا" هكذا تقول جميلة، إحدى ساكنات قرية أمزميز بإقليم الحوز، غرب مدينة مراكش، وهو واحد من أكثر أقاليم المغرب تضررا من الزلزال.

حدثتني المرأة وهي تغالب دموعها لتؤكد أنها فقدت الكثير من آدميتها بعد أن باتت من سكان الخيام البلاستيكية، التي لا تقي من حرارة أو برودة.

وتضيف "لا يوجد مراحيض هنا. والشتاء على الأبواب ونخشى انتشار الأمراض. كلنا منهكون بدنيا ونفسيا".

أقامت الحكومة المغربية هذا المخيم، لكننا علمنا من الأهالي أن أغلب المساعدات، من غذاء وشراب وأغطية، تأتي من المتطوعين والجمعيات الأهلية.

ويؤكد كل من التقيناه من أطفال المخيم على رغبته الشديدة في العودة لقاعات الدرس.

"أريد أن أذهب للمدرسة كي أصنع مستقبلي وأصبح طبيبة أسنان. أتطلع لأن أعوض أمي عما كابدته من معاناة من أجلنا" هذا ما أخبرتنا به ملاك، الطالبة في المرحلة الإعدادية.

يلاحقها شبح الزلزال أغلب الوقت "حلمت بأن هزات أخرى ضربتنا وركضنا في العراء من دون أن يغيثنا أحد".

تمضي ملاك جل وقتها في اللعب مع أشقائها الثلاثة الصغار، لكن يرتسم على ملامحها الكثير من الضيق، فهي لا تطيق الإقامة في المخيم. تحدثني قائلة "أشعر وكأنني أختنق هنا، هذا المكان كئيب".

وتقول منظمة اليونيسف إن هناك نحو مئة ألف طفل تضرروا جراء الزلزال. وكانت القرى الواقعة أعلى جبال الأطلس هي الأكثر تضررا، إذ يصعب على فرق الإنقاذ الوصول إليها بسبب وعورة الطرق، فضلا عن انسداد بعضها نتيجة سقوط كميات كبيرة من الصخور بفعل الزلزال. كما أن أغلب المنازل في تلك المناطق بنيت من مواد بدائية ولذلك لم تتحمل الهزة الأرضية وانهارت فورا.
 

قبل أن نرحل عن المخيم، فوجئت بسيدة في العقد الثالث من عمرها،  تقترب مني وتسألني بصوت منخفض إذا كنت أحمل معي عطرا أو أحمر شفاه. "أريد أن أشم رائحة العطر، وأضع شيئا من أحمر الشفاه" .

استوقفني هذا الطلب كثيرا، فأغلب من يقدمون المساعدات عادة ما يصبون اهتمامهم على توفير الطعام والشراب.

لكن للإنسان احتياجات أخرى لا تقل أهمية عن الغذاء والمياه، فمثل هذه التفاصيل كأدوات الزينة ومستلزمات النظافة الشخصية تمنح الإنسان شعورا بالآدمية، وكثيرا ما تسقط مثل هذه المتطلبات من قوائم المساعدات المخصصة للمناطق المنكوبة.

علمت من سكان المخيم أنهم يعانون بشدة من نقص المراحيض وغياب أماكن الاستحمام، وهو ما يؤثر على حالتهم النفسية أشد الأثر.

تركنا المخيم وتجولنا أكثر في إقليم الحوز. لا يمكننا حصر ما شاهدناه من مبان منهارة وكتب دراسية ممزقة، كان يحلم أصحابها، بالتأكيد، بمستقبل أفضل.

وتقول السلطات المغربية إنها تعمل على قدم وساق لتخفيف الضرر عن الأطفال، فقد أنشأت مجموعة من الفصول المؤقتة حتى يتمكنوا من استئناف الدراسة، كما رصدت مبالغ مالية ضخمة لإعادة إعمار كل المباني المدمرة.

ويزيد عدد تلك المباني عن خمسين ألف مبنى، كما أعلنت الدولة أيضا عن تقديم إعانات مادية للأسر المنكوبة.

لكن المتطوعين المنخرطين في مساعدة الضحايا يلفتون الانتباه لأهمية الدعم النفسي وليس المادي فحسب.

 

 


تغطية مباشرة آخر الأخبار

  • بالفيديو/ النائب أشرف بيضون: مبادرة جديدة ضمن إطار المقاومة الصحية: مستلزمات ومعدات طبية بقيمة مليون دولار لمستشفيي بنت جبيل وتبنين الحكومي تتمة...
  • السعودية تطالب المواطنين السعوديين بعدم السفر إلى لبنان تتمة...
  • بلدية الغبيري: ننأى بأنفسنا عن أي مسؤولية جراء سقوط أبنية ضمن نطاقنا وندعو القضاء إلى محاسبة المعتدين على الأملاك العامة
  • متابعة للاعتد.|ء الإسرائيلي في خربة سلم.. الغارة من مسيرة حاولت استهداف سيارة في بلدة خربة سلم ولم تصبها ونجاة سائقها وفق المعطيات الأولية