أكدت مصادر حكومية أن لبنان يتلمّس للمرة الأولى تفهّماً أوروبياً غير مسبوق لمشكلة النزوح السوري على أرضه، وقد وضعت الحكومة خطة مفصّلة شرحَ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خطوطها العريضة لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس. كذلك شرح الواقع المرتبط بكل ملف النزوح وتداعياته على كل الصعد دفعاً في اتجاه أن يكون الموقف الأوروبي أكثر تفهّماً لكل الخطوات". وقالت المصادر: "ما حصل هو أمر مهم جدا وبداية إيجابية لدعم لبنان، لكن يبقى الأساس هو تبنّي الاتحاد الأوروبي لمطلب لبنان العمل على اعتبار أنّ هناك مناطق آمنة في سوريا وهذا يحتاج إلى قرار أوروبي موحد، وأن الرئيس القبرصي يدفع بهذا الاتجاه... وفي المرحلة الثانية سيكون العمل على هذه النقطة".
وأكدت المصادر لـ"الجمهورية" أنّ ميقاتي عاكِف على إعداد خطة وتقرير كامل سيقدمه للاتحاد الأوروبي في اجتماع بروكسل في وقت لاحق من الشهر الحالي. وأشارت إلى أن هذه الزيارة لأعلى مسؤولة في مفوضية الاتحاد الاوروبي، وان عبّرت عن بداية تَفهّم لخطورة الوضع في لبنان وانعكاساته على أمن أوروبا، إلا أنها لم تأت على حسم أي موقف وقد بَدا فيها الرئيس القبرصي أكثر تعاطفاً وواقعية ازاء لبنان من رئيسة المفوضية الاوروبية. وكشفت المصادر أن ميقاتي أصرّ خلال المحادثات بشدة على موضوع المناطق الآمنة، وكان واضحا في تحذيراته عندما أكد أنّ لبنان هو بلد عبور وليس بلد لجوء، ما يعني أن البحر سيكون أمام النازحين إذا لم تعالج أزمة النزوح. وصحيح ان القنبلة ستنفجر في وجه لبنان لكنّ شظاياها ستصل إلى كل أوروبا.
وحول حزمة الأموال التي سيقدمها الاتحاد الأوروبي، قالت المصادر نفسها: "هذه خطوة غير مسبوقة وايجابية لكن الخوف ان تكون ثمناً لسكوتنا أقلّه حتى سنة ٢٠٢٧"، وهو التاريخ الذي أتت فون دير لاين على ذكره في جدولة الدفع.
1,499
مشاهدة