بالفيديو/ حمل الأحبةُ دموعهم وورودهم وجاؤوا ليزفوا رفيقَ دربِهم.. بنت جبيل تودع ابنها الشهيد ربيع الزغير

معَ آخرِ الطيورِ المهاجرةِ من جبل عامل، مضى ربيع. 

ذلكَ المهاجرُ من أرضِ بنت جبيل، إلى حضنِ السماءِ، بعدَ أن رسمَ الطريقَ ذاتَ أيلول.
 
عندَ الشدّةِ، حملَ زادَه ومضى، مردّداً وعدَهُ الأسمى: سأُفدي البلادَ بروحي. 

هو الشابُ ربيع الزغير، ابنُ مدينةِ بنت جبيل، الذي مضى شهيداً على دربِ حبِّ البلادِ، حتى الطلقةِ الأخيرة.

اليومَ، حملَ الأحبةُ دموعَهم وورودَهم وجاؤوا ليزفوا رفيقَ دربِهم في رحلتِه العزيزةِ، هوَ الذي شاركَهم الكثيرَ من الرحلاتِ في كلِّ أنحاءِ الجنوبِ الذي أحبّ. 

من كلِّ أحياءِ بنت جبيل اجتمعوا، ليخُطّوا سويّاً الصفحةَ الأخيرةَ في حكايةِ البطلِ الذي حرسَ مداخلَ القرى في ليلِها الحالكِ حينما لم يبقَ سوى الذين كانوا يعرفونَ كلَّ شجرةِ زيتونٍ وزعرور وبلانٍ في الحقولِ البعيدةِ. 

قبلَ موسمِ الدحنونِ مضى، وكأنّه يعلمُ أنّ بالدمِ وحدَه يزهرُ الربيع. ربيعُ الجنوب الذي تأخرَ كثيراً، لكثرةِ الورودِ التي قُطِفَت  من براري القلوب. 

هنالك في رحلاتِ الصيدِ التي رافقْتَ فيها الرفاق، وسهراتِ المحبةِ التي كانت تضحَكُ عيونُك فيها إلى آخرِها.. مروراً بحاراتِ بنت جبيل وعيونِ ناسِها، ستبقى.
 
تقدّمْ يا ربيع إلى مثواكَ الأخير، ولكن قفْ للحظةٍ هنا عندَ أعتابِ بنت جبيل، وانظرْ إلى هذهِ الوجوهِ، كلّ الوجوه، كيفَ تبكيكَ دمعتين ووردة، وامضِ. امضِ مطمئناً، سيشهدُ لكَ قمرُ بنت جبيل يوماً، وشمسُها كلَّ يومٍ. امضِ واترُكْنا هنا، نفردُ زادَ ذكرياتِنا ونبكي، نبكي أنفسَنا التي ما عرفَت أنّ الربيعَ ليسَ طويلًا، وأنّ لنا معَ الشتاءِ موعداً حزينًا.
تقرير زينب بزي - قراءة نص بتول بوصي - تصوير ومونتاج حسين بزي

---