لبنان: 96171010310+     ديربورن: 13137751171+ | 13136996923+
44,318 مشاهدة
A+ A-

أصاب الذعر أطباء مستشفيات مدينة نيويورك وممرضيها، إثر التفشي السريع لفيروس كورونا المستجد المميت عبر المدينة، خوفاً من أن يخذلهم نقص الأسرّة والفحوصات وأجهزة التنفس الصناعي ومعدات الحماية، في واحدة من أهم المعارك التي تواجههم في تاريخ المدينة.

وقال أحد أطباء مستشفى نيويورك، وهو من بين خبراء الصحة العامة الذين أجرى معهم موقع Vice الأمريكي لقاءً لكتابة هذا المقال، وطلب من الموقع عدم الكشف عن هويته: “هذه نسختنا من كارثة تشيرنوبل. المسؤولون لا يصغون إلى الناس على الأرض، كل شيء يعلق في البيروقراطية”.

وحذَّر حاكم نيويورك أندو كومو، هذا الأسبوع، من أنَّ تفشي فيروس كورونا المستجد قد يصل إلى ذروته في غضون شهر ونصف الشهر. إذ أكدت مدينة نيويورك وصول عدد الإصابات المؤكدة فيها إلى أكثر من 25 ألف إصابة، حتى صباح الأربعاء  25 مارس/آذار، وهي أعلى نسبة بين الولايات جميعها. وطلب كومو من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعبئة فيلق القوات البرية الأمريكي الهندسي لبناء منشآت طبية مؤقتة في نيويورك. وكتب حاكم نيويورك في تغريدة، يوم الإثنين 23 مارس/آذار، “هي مسألة وقت فحسب قبل أن تمتلئ جميع أسرة الرعاية المركزة في ولايتنا. لا بد أن تتصرف الحكومة الفيدرالية”. 

وفي وقت سابق، أعلن كومو، أن نيويورك تسجل “مضاعفة لعدد الإصابات المؤكدة بكوفيد-19 كل 3 أيام”. وقال الحاكم إن الخبراء الذين يدرسون تطور الفيروس “يرون الآن أن معدل الإصابات الجديدة يتضاعف كل ثلاثة أيام. إنها زيادة كبيرة للحالات”.

عجز في المستشفيات
ووفقاً لطاقم عمل مستشفى نيويورك، أصبح وجود أسرة احتياطية ضرورياً بالفعل. إذ خلق العدد المتزايد من حالات الإصابة إحساساً بالعجز لدى طاقم المستشفى أمام تدفق مرضى “كوفيد-19″، وهو الوضع الذي يزيده سوءاً التصريحات المتضاربة ومعايير السلامة المتساهلة التي يخشى الأطباء والممرضون أن تتسبب في تفاقم مخاطر تعرضهم هم ومرضاهم للإصابة بالفيروس.

يصعب تحديد معدل وفيات فيروس كورونا المستجد. أفادت صحيفة  The New York Times الأمريكية مؤخراً أنَّ العديد من “العلماء ومسؤولي الصحة العامة، الذين درسوا البيانات الواردة حتى الآن، يقولون إنَّهم يتوقعون معدل وفيات حوالي 1% لفيروس كورونا. ومع ذلك، يقول طبيب في أحد مستشفيات نيويورك إنَّ معدل الوفيات في نيويورك قد يقترب من إيطاليا إذا لم تتخذ الدولة إجراءات لتحسين بنيتها التحتية في وقتٍ قريب حتى يتسنى لها بلوغ معدل وفيات 1%.


لمواجهة فيروس كورونا بنجاح، تحتاج مستشفيات نيويورك إلى اختبارات سريعة وموثوقة لتشخيص الفيروس، ومرافق حجر صحي، وأسرّة، ووحدات عناية مركزة، وأجهزة تنفس صناعي، ومعدات وقاية شخصية للعاملين، وعدد كافٍ من الفرق الطبية المُخصّصة سواء للتعامل مع مرضى فيروس كورونا أو مرضى آخرين. وقالت مصادر إنَّ نيويورك ليس لديها ما يكفي من هذه الأشياء في الوقت الحالي.

قال أحد الممرضين إنَّ “أسرّة العزل ممتلئة باستمرار. لقد لجأنا إلى نصب خيام في قاعات قسم الطوارئ لعزل المرضى، لأنَّ نظام المستشفى لدينا غير مُجهّز لشيء من هذا القبيل”.

وأضاف أنَّ “المدينة ستعجز قريباً عن إيواء كل من يحتاج إلى المساعدة في حال لم يُتّخذ إجراء جذري. فمن الواضح تماماً أنَّنا لا نملك مساحة كافية لكل هؤلاء المرضى. وهذا قد يتسبّب في حدوث مشكلات ليس للأشخاص المصابين بفيروس كورونا فحسب، بل للمرضى المحتاجين إلى رعاية طبية تقليدية. لن تتوقف حالات الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية لأنَّ هناك جائحة”.

“كل شيء غارق في البيروقراطية”
يقول طبيب آخر إنَّه وآخرون يحثّون المستشفيات للتعلّم من الصين وإنشاء مرافق منفصلة لعزل الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، حتى يتسنى الحفاظ على سلامة المرضى الآخرين والعاملين بالمستشفى. قال الطبيب: “نحن لسنا دولة من العالم الثالث، نستطيع فعل ذلك، لكن كل شيء غارق في البيروقراطية، أشعر أنني أعيش في عالم غريب”.

وفي إطار مواجهة تلك الأزمة، وجَّه عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، تعليمات يوم الأحد 22 مارس/آذار إلى مستشفيات المدينة بإلغاء جميع العمليات الجراحية غير العاجلة، مثل عمليات استئصال اللوزتين. ومع ذلك، قال العاملون في المستشفيات إنَّ المسؤولين لم يمتثلوا منذ ذلك الحين.

قال أحد موظفي الرعاية الصحية: “يصعب تبرير عدم امتثالهم. لكنهم يكسبون أموالاً من إجراء تلك العمليات الجراحية. إذا أغلقت غرفة العمليات بالكامل فإنَّك تغلق مصدر إيرادات ضخماً للمستشفى”.

وقد ازداد الوضع سوءاً بسبب الرغبة المحمومة للمواطنين العاديين في شراء معدات الوقاية الشخصية، التي عادةً ما تكون مُخصّصة للأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وهو ما تسبّب في حدوث نقص حاد في تلك المعدات بالمستشفيات في جميع أنحاء البلاد.

الأطباء مهددون 
وممّا يثير القلق على نحوٍ خاص حدوث نقص بالمستشفيات في أقنعة الوجه N95، وهي الأقنعة الأكثر فاعلية في الحماية من الأمراض المنقولة، ويعتبر وجودها أمراً بالغ الأهمية لضمان سلامة مُقدّمي الرعاية الصحية وغيرهم من الأشخاص الذين يتعاملون مباشرةً مع المصابين. قال أحد الأطباء في نيويورك لمجلة VICE إنَّ صناديق أقنعة N95 قد سُرقت من قسم الطوارئ في المستشفى.

وقالت مصادر إنَّ بعض المستشفيات توجّه أخصائيي الرعاية الصحية حالياً لتجاهل معايير السلامة النموذجية، مثل تغيير قناع الوجه بعد كل مريض، في حين اقترح بعض مديري المستشفيات على الأطباء ارتداء الأقنعة فقط بعد التأكّد معملياً من إصابة المريض بعدوى فيروس كورونا.

 قال أحد الأطباء: “إذا لم يكن لدينا ما يكفي من معدات الوقاية الشخصية فإنَّنا نتجه نحو كارثة أكبر، لأنّه بمجرد البدء في تعريضنا لخطر العدوى سنضطر إما للبقاء في الحجر الصحي أو نصبح مصابين، ولن نتمكن حينها من أداء عملنا”.

وفي هذا الصدد، أصدر المركز الطبي الأكاديمي “NYU Langone Health”، الذي يدير عدة مستشفيات في مختلف أنحاء نيويورك، تقريراً داخلياً يوم الأربعاء الماضي، 18 مارس/آذار، يؤكد بعض مخاوف الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية.

ذكر التقرير، الذي حصلت عليه مجلة Vice، أنَّ “معدلات حرق أقنعة الوجه الواقية آخذة في الازدياد. وثمة حاجة إلى توصيل رسالة مفادها: ينبغي إعادة استخدام تلك الأقنعة الواقية في حال لم تتعرض للكسر”.

وقد أصدر اتحاد الممرضين في ولاية نيويورك “NYSNA” بياناً على موقعه الإلكتروني، يشير فيه إلى اعتقاده بأنَّ الفيروس قد ينتقل عبر الهواء على عكس ما تدّعيه مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها حالياً، وأنَّ أقنعة N95 وحدها قد لا توفر الحماية الكافية. وأضاف البيان أنَّ العاملين في مجال الرعاية الصحية يجب أن يرتدوا معدات وقاية شخصية تغطي كامل الجسم عند التعامل مع الحالات المؤكدة أو المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا لضمان سلامتهم من العدوى.

“أريد أن أهرب”
لا يُبلّغ العاملون بالمستشفيات بأسماء المرضى الذين تثبت إصابتهم بالفيروس، على اعتبار أنَّ الأمر يتعلق بخصوصية المريض؛ وأنَّ الكشف عن هوية مصابي كورونا للعاملين بالمستشفى قد يُشكّل انتهاكاً لقانون قابلية التأمين الصحي والمساءلة HIPAA المعني بحماية خصوصية بيانات المرضى الأمريكيين. يقول الممرض: “قيل لنا تعاملوا على أساس أنّكم معرضون لخطر الإصابة بالعدوى”.

في الواقع، يدرك مُقدّمو الرعاية الصحية تماماً حقيقة أنَّ خطر إصابتهم بأي عدوى أعلى كثيراً من المواطنين العاديين. وفي هذا الصدد، يقول أحد الأطباء: “لدي طفل رضيع في المنزل. جزء مني يريد أن يأخذ زوجتي وطفلي ونهرب بعيداً. أعلم أنَّ هذا واجبي تجاه مجتمعي، لكن الأمر صعب حقاً”.

وأشار الطبيب أنَّه يشعر كما لو أنَّ الجمهور لم يدرك بعد حجم الضرر الذي يمكن أن يسبّبه فيروس كورونا للأشخاص من جميع الأعمار، وليس فقط مَن تجاوزوا الـ60 عاماً.

تُظهر بيانات واردة من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أنَّ ما يقرب من 40% من المرضى، الذين يحتاجون إلى رعاية طبية داخل المستشفى، بسبب فيروس كورونا تتراوح أعمارهم بين 20 و54 عاماً.

وذكر الطبيب أنَّه رأى عدداً من الشباب يعانون من مضاعفات في القلب والأوعية الدموية بسبب فيروس كورونا. وقال: “هناك حالات يبدو فيها المريض وكأنَّه يتعافى من المرض الرئوي الناجم عن الفيروس. ثم يعاني فجأة من قصور حاد في القلب”.

وقال: “قد يكون ذلك بسبب التهاب العضلة القلبية نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية. لكن من الصعب التأكّد من حقيقة الأمر مع مثل هذا الفيروس الجديد”.

المصدر: وكالات


تغطية مباشرة آخر الأخبار

  • غارة على طاريا في بعلبك
  • طوارىء الصحة في حصيلة أولية للغارة على شقرا: 6 شهـداء و 4 إصابات.
  • سي أن أن: اجتماع الكابينيت الإسرائيلي الذي سيبحث وقف اطلاق النار في لبنان تأخر عن موعده ولم يبدأ بعد
  • سي أن أن: اجتماع الكابينيت الإسرائيلي الذي سيبحث وقف اطلاق النار في لبنان تأخر عن موعده ولم يبدأ بعد

زوارنا يتصفحون الآن